احتفاء إعلامي بنساء البرلمان الجديد

احتفاء إعلامي بنساء البرلمان الجديد

  • 2016-10-31
  • 12

أكيد – آية الخوالدة

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) كيف تعاملت وسائل الإعلام المحلية، بشقيها الإلكتروني والورقي مع نتائج الانتخابات النيابية للمجلس الثامن عشر في الجانب الذي يخص المرأة، حيث تراوحت التقارير والأخبار ما بين الاحتفاء بحصول النساء على 20 مقعدا في هذه الدورة، 5 منها بالتنافس، وبين متابعة الطعون التي قدمت بحق عدد من الفائزات، أو بدستورية الكوتا وطرق احتساب المقاعد النسائية.

فمع إغلاق مراكز الإقتراع أبوابها ومباشرة الهيئة المستقلة للانتخاب عملية فرز الأصوات، بدأت بعض المواقع بنشر التوقعات حول فوز المرشحين ومنهم المرشحات، رغم أن احتساب الفوز بالمقاعد النسائية يتطلب زمناً إضافياً، مما دفع بتحالف “عين على النساء” إصدار بيان من أجل التروي حفاظا على مشاعر المرشحات.

استقبلت نتائج الانتخابات بحفاوة كبيرة من قبل منظمات المجتمع المدني، وهو ما حظي بمتابعات إعلامية، حيث نشرت معظمها البيانات الصحفية التي نشرتها تلك المنظمات مثل جمعية معهد تضامن النساء الأردني،واللجنة الوطنية الاردنية لشؤون المرأة، وأشارت البيانات إلى أهمية حصول المرشحات على  112307 من أصوات المقترعين والمقترعات، مما يدل على ارتفاع الوعي المجتمعي بأهمية تمكين النساء، ناخبات ومرشحات، وايصالهن إلى مواقع صنع القرار بالرغم من التحديات التي تواجههن في السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي”.

وأشارت تقارير أخرى منشورة صادرة عن المنظمات النسائية ذاتها، إلى دور الكوتا النسائية في زيادة تمثيل المرأة الأردنية في الحياة السياسية: وأهمية الدور الذي يقع على عاتق النواب السيدات في تبني  مطالب الحركة النسائية الخاصة بالتشريعات وتفعيل القوانين التي تزيد مشاركة المرأة الاقتصادية والتأسيس لبيئة عمل صديقة للمرأة، لجهة المساواة بالأجور، وحضانات لأبناء العاملات، وإجازة الأبوة، ورفع إجازة الأمومة إلى 90 يوما أسوة بنظام الخدمة المدنية.

واهتمت وسائل الإعلام بتقارير أخرى تحدثت عن ترتيب الأردن في المركز العاشر عربيا في تمثيل النساء برلمانيا، وذلك بعد فوز 20 امرأة وبنسبة 15.3% من مجموع أعضاء المجلس البالغ 130 عضوا وعضوة، وتشكيل مجلس الأعيان ومن ضمنه عشرة نساء وبواقع 15.3% من مجموع الأعضاء، حيث تقدم الأردن خمس مراكز على المستوى العربي و22 مركزاً على مستوى العالم.

وبشكل لافت تابعت وسائل الإعلام بعض حالات المرشحات الفائزات التي اعتبرت قصص نجاح مميزة في مناطقها، ومنها حالة النائبين السيدتين رندة الشعار وصباح الشعار بعد فوزهما بالانتخابات النيابية عن طريق التنافس في محافظة الكرك وحصولهن على أعلى الاصوات في القوائم. بالإضافة إلى ما حققته المرشحة الفائزة هدى العتوم في محافظة جرش بحصولها على أعلى الأصوات، وقد ركزت وسائل الإعلام على أن فوزها جاء بعد احالتها إلى التقاعد دون طلب منها.

وتابع الإعلام عدد من حالات الطعون التي قدمت في نتائج الانتخابات والتي طالت الكوتا النسائية وثلاث من النواب السيدات هن صفاء المومني وابتسام النوافلة ومنتهى عبد الجواد. وتم رد الطعون المقدمة جميعهاوإقرار صحة نيابتهن.

ومن القضايا ذات الصلة بالمرشحات السيدات التي اهتمت بها وسائل الإعلام، حادثة سرقة صناديق البادية الوسطى وما ترتب عليه من احتجاجات وبالأخص من المرشحة هند الفايز التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات التكميلية التي أعلن عنها في اليوم الأول، ثم تراجعت الهيئة المستقلة عنها.

واهتم الإعلام بحصة النساء من مفارقات العملية الانتخابية، ومنها ما نشر حول فوز أصغر نائب في المجلس، وهي المرشحة زينب الزبيد، التي بلغت ثلاثون عاما يوم الاقتراع في  دائرة بدو الشمال. بالإضافة إلى مواد صحفية نشرت حول مرشحة العقبة التي استبدلت صورتها بباقة من الزهور في اعلانات القائمة في الشوارع، ومن ثم ظهرت بوجهها الحقيقي في الإعلام.

من الملاحظ في مجمل التغطيات الإعلامية لقضايا المرشحات بعد إعلان النتائج، أنها اتسمت بما يمكن أن نسميه التمييز الإيجابي، كما رصدت وسائل الإعلام بعض المستجدات مثل الرقم “القياسي” في عدد الفائزات، وحاولت تقديم تفسيرات لذلك، في ضوء طبيعة تشكيل القوائم وطرق احتسابها، ودخلت بعض المواد الصحفيةفي تفاصيل الأرقام التي حصلت عليها المرشحات وإجراء الإحصاءات المقارنة مع المرشحين الذكور حينا ومع تاريخ الأصوات النسائية في الانتخابات السابقة.

إن مجمل التغطية الإعلامية لنساء البرلمان الجديد، بقيت في إطار المتابعة العامة التقليدية الإيجابية  وبدون حساب إلى هذا الوقت؛ فيما كان يمكن لهذه التغطية أن تتناول مراجعة أداء النساء النواب في الدورات السابقة وتقديم الدروس المستفادة منها بالمقارنة مع مراجعة البرامج الانتخابية للمرشحات؛ ووضع إحاطة أولية بالأولويات المفترضة على أجندة النساء النواب.