وسائل الإعلام نشرت عن -الحزب الإسرائيلي- في -النواب- دون الاستفسار عن معناه

وسائل الإعلام نشرت عن -الحزب الإسرائيلي- في -النواب- دون الاستفسار عن معناه

  • 12

الأربعاء 9 نوفمبر 2016 أكيد- عمان

نشرت وسائل الإعلام مؤخراً (فـيــديــو)  يدور حول نصيحة المرشح لرئاسة مجلس النواب عبدالكريم الدغمي لزميله في الدائرة الانتخابية وابن عشيرته النائب مفلح الخزاعلة إبان ترشح الأخير لمنصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، إذ قال له “الدغمي”: “أتمنى انسحابك لحسم النتيجة من الجولة الأولى وخوفا عليك من أن يكون (الحزب إلاسرائيلي) لا يريدك“.

وسرعان ما تناقلت وسائل الإعلام خبر “نصيحة الدغمي” حول “الحزب الإسرائيلي” دون العودة إلى صاحب “النصيحة”، وتركت هذه الوسائل الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام التكهنات والتأويلات التي قد تقود القارئ إلى الإقرار بوجود “الحزب الإسرائيلي” داخل مجلس الأمة دون التأكد من وجوده أو عدمه.

وفي اتصال هاتفي أجراه مرصد مصداقية الإعلام الأردني “أكيد” مع النائب عبدالكريم الدغمي، سأل “أكيد” النائب “الدغمي” عن معنى جملة “الحزب الإسرائيلي” خلال نصيحته لزميله “الخزاعلة” بالعدول عن الترشح، فأجاب الدغمي: “فسّروها كما تشاءون، ولا أريد أن أوضح أكثر!”.

وأضاف “الدغمي”: “لم تسألني أي وسيلة إعلامية قبلكم عن مقصدي بـ”الحزب الإسرائيلي”، وها هم نشروا أخباراً عديدة حول ذلك”، وقد نفى “الخزاعلة” ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول انسحابه بناء على طلب “الدغمي” دون الاستفسار منه عن سبب انسحابه.

وخلال اتصال هاتفي أجراه مرصد مصداقية الإعلام الأردني “أكيد” مع النائب “مفلح الخزاعلة” حول سبب عدوله عن الترشح لمنصب نائب ثاني لرئيس مجلس النواب أكان بناءً على نصيحة زميله “الدغمي” أم لا؟ فصرح “الخزاعلة” لـ”أكيد”: ” إن عدولي عن الترشح كان لترشح زميلي “عيسى الخشاشنة” لذات المنصب وهو من “كتلة التجديد” التي أنتمي إليها، وخوفاً على “كتلتنا” النيابية من أن تحل قمت بالانسحاب من الترشح لمنصب نائب ثاني لرئيس مجلس النواب”.

وأضاف “الخزاعلة”: “إنني لم آخذ بنصيحة زميلي “الدغمي” حول “الحزب الإسرائيلي”، ولم أدرك مقصده من هذا التعبير، وقد تفاجأت بما قاله “الدغمي” كما تفاجأ عدد كبير من النواب في المجلس”.

وكانت وسائل الإعلام خلال نشرها للخبر قد عنونته بما يدل على وجود إجابة للإستفهام، دون إحتواء النصوص الإخبارية على أي تفسير لـ”الحزب الإسرائيلي”، وقد رصد “أكيد” عدداً من العناوين الإخبارية التي تدلل على ما هو غير موجود داخل متن الخبر، وتاليا بعض العناوين:

 ماذا يقصد الدغمي بـ”الحزب الإسرائيلي”؟

ماذا قصد الدغمي بالحزب الإسرائيلي خلال جلسة النواب؟!

ماذا يقصد الدغمي بـ”الحزب الإسرائيلي”؟

 حزب إسرائيلي في مجلس النواب

ما يقصد الدغمي ب “خيانة الحزب الإسرائيلي” بكلمته انسحابه من الترشح؟

 ماذا قصد الدغمي بـ “الحزب الاسرائيلي” في مجلس النواب؟

من الواضح أن وسائل الإعلام وجدت في الجملة التي قالها الدغمي مادة جذابة للنشر، وهي كذلك فعلاً، ولكن وسائل الإعلام كررت هنا الخلل المهني الدارج المتمثل بعدم المتابعة، التي تعد الوسيلة الأساسية القادرة على تقديم معلومة كاملة للقارئ بدل أن تتركه أمام قضية حساسة بمعلومات مختصرة تتسبب بقدر كبير من التشويش وتفتح المجال أمام تكهنات مختلفة.

وإذا كان هدف سرعة النشر ينتج عنه عملياً تقديم معلومة جزئية، فلا يوجد ما يمنع من المتابعة اللاحقة التي تقدم التوضيح اللازم بل يمكن أن ينتج عنها قصة جديدة، قد تتفوق في جاذبيتها على الخبر الأصلي. ومن المرجح أن هذا كان سيحصل فعلاً في حالتنا هذه، وذلك مع إدراكنا إلى أننا هنا أيضاً لم نقدم الكثير من المعلومات. إن مهمتنا في “أكيد” تقتصر على متابعة المنتج الإعلامي لوسائل الإعلام، التي هي مخولة بالبحث وطرح الأسئلة على مختلف الأطراف، كي تصل إلى المعلومات التي تريد.