انخفاض في شائعات شهر شباط ...  و19 بالمئة منها تناولت القطاع السياسيّ

انخفاض في شائعات شهر شباط ... و19 بالمئة منها تناولت القطاع السياسيّ

  • 2021-02-28
  • 12

أكيد –  مجدي القسوس

 

شهدت شائعات شهر شباط انخفاضاً ملحوظاً مقارنةً بشهر كانون الثاني الماضي، إذ سجّل شباط 31 شائعة، مقارنةً بـ 37 شائعة في كانون الثاني.

 

اللافت للنظر في شائعات شهر شباط تقارب أعداد الشّائعات على اختلاف مضامينها، إذ تصدّرت الشائعات الاقتصاديّة بـ9 شائعات وبنسبة 29 بالمئة، وتلتها شائعات القطاع الأمنيّ بـ7 شائعات وبنسبة 23 بالمئة، وتلتها الشّائعات السياسيّة، ثمّ شائعات الشأن العام.

 

مصدر الشائعة حسب الجهة

 

تناول الرَّصد عبر منهجيّة كميّة وكيفيّة، موضوعات الشائعات المنتشرة عبر المواقع الإخباريّة الإلكترونيّة، وشبكات التواصل الاجتماعيّ، ووسائل الإعلام، وتبيّن أنّ حصّة المصادر الداخليّة، سواء منصّات تواصل أو مواقع إخباريّة، 30 شائعة من حجم الشَّائعات لشهر شباط، وبنسبة 97 بالمئة، فيما صدرت شائعة واحدة عن جهات خارجيّة بنسبة 3 بالمئة.

 

 

مصدر الشائعة حسب وسيلة النشر

 

تبيّن من خلال الرَّصد أنّ 23 شائعة كان مصدرها وسائل التواصل الاجتماعيّ وبنسبة 74 بالمئة، صدرت جميعها عن مِنصَّات التواصل المحليّة بنسبة 100 بالمئة.

 

وبلغ عدد الشائعات التي روّج لها الإعلام 8 شائعات وبنسبة بلغت 26 بالمئة، صدرت منها شائعة واحدة عن وسيلة إعلام خارجيّة، تناولت تجديد اتفاق بيع النفط من العراق للأردن.

 

مضامين الشَّائعات

 

بلغ عدد الشَّائعات التي تناولت القطاع الاقتصاديّ النسبة الأعلى، وتلتها شائعات القطاع الأمنيّ، ثم شائعات القطاع السياسيّ بـ6 شائعات وبنسبة 19 بالمئة، و5 شائعات تناولت الشأن العام بنسبة 16 بالمئة، ثمّ الشائعات التي تناولت القطاع الاجتماعيّ بواقع شائعتين وبنسبة 6.5 بالمئة بالتساوي مع شائعات القطاع الصحيّ.

 

 

انتقال الشائعات من التواصل الاجتماعيّ إلى الإعلام

 

انتقلت شائعتان خلال شهر شباط من مواقع التَّواصل الاجتماعيّ إلى المواقع الإخباريّة وبنسبة بلغت 6.5 بالمئة، وهي نسبة أقل بكثير من نسبة الشائعات التي انتقلت إلى الإعلام في شهر كانون الثاني الماضي.

 

ونشرت مواقع إخبارية محليّة نقلاً عن مواقع التواصل الاجتماعيّ، معلومات عن قيام شركة "أورانج – الأردن" بزيادة أسعار بطاقات الشحن، وهو ما نفته الشركة مؤكدة أنها لم تقم بزيادة أسعار بطاقات الشحن على الإطلاق، عبر أيّ من منافذ بيع هذه البطاقات الرسميّة من سلسلة معارضها المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة ومتجرها الإلكترونيّ، كما لم يتم زيادة أسعار البطاقات لدى الموزّعين، ولم تتغير الأسعار في نقاط البيع الاخرى، لافتة الانتباه إلى أنّ البطاقات لا تزال تُباع بالقيمة ذاتها دون أيّة زيادة مفروضة من الشركة.

 

كما  نفى مصدر مطّلع في وزارة المياه والري ما تداولته بعض وسائل الإعلام بخصوص اتفاق جديد مع الجانب السوري حول سد الوحدة، وأكّد المصدر أنّ الأمور تسير وفق التفاهمات السابقة والسارية منذ سنوات ولم يتمّ إجراء أيّ جديد بخصوصها أو مناقشة ذلك.

 

أبرز الشائعات وفق موضوعاتها:

 

من أبرز الشائعات التي رصدها "أكيد"، وانتشرت بشكل واسع عبر المنصّات الاجتماعيّة والوسائل الإعلاميّة، وِفقاً للموضوعات التي اعتمدها الرصد:

 

شائعات "الشأن العام":

 

خصّص مرصد "أكيد" منذ بداية شهر أيّار تصنيفاً جديداً لمواضيع الشائعات التي تتعلق بقضايا الشّأن العام، مثل القضايا المتعلقة بالتربية والتعليم، والتعليم العالي، والقطاع النقابيّ، والقرارات التي تخصّ الأعياد الرسميّة والوطنيّة.

 

ومن الشائعات التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعيّ، وبخاصّة صفحات تعليميّة، خبرًا أشاروا من خلاله إلى أنَّ "لا عطلة صيفيّة هذا العام"، ونَسَبُوا المعلومات لوزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي". وتبيَّن لـ"أكيد" أن حديث النعيمي حول "العطلة الصيفيّة" جاء خلال جلسة رقابيّة لمجلس النوّاب، ردًّا على أسئلة أحد أعضاء المجلس، بقوله إنَّ الوزارة ستقوم بإعطاء الطلبة حصص تقوية، وستستغلّ العطلة الصيفيّة لمعالجة الفجوات الناتجة عن جائحة "كورونا"، وهو ما أخرجته مواقع التواصل الاجتماعيّ عن السياق الذي وردت فيه.

 

كما نفت وزارة التربية والتعليم معلومات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي حول محاولات اختراق إلكترونيّ لموقع نتائج التوجيهي، مؤكّدةً أنَّ "إجراءات فنية عالية التقنية اتّبعها مركز الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا التعليم والمعلومات، التابع للوزارة، لمنع محاولات اختراق الموقع".

ونفت الوزارة شائعتين تتعلّقان بالدوام المدرسيّ للفصل الدراسيّ الثاني، الأولى نيّة الوزارة إغلاق المدارس بعد دفع الرسوم، والثانية تعطيل المدارس بتاريخ 18 شباط، مشيرةً إلى أنَّه في حال صدور قرارات جديدة متعلقة بالدوام المدرسيّ، فإنّه سيتم الإعلان عنها من قبل الحكومة.

 

 

 

 

 

 

 

الشائعات الصحيّة:

 

تنوّعت الشَّائعات المتعلّقة بفيروس "كورونا" المستجدّ وما تبعه من تداعيات وإجراءات في شهر شباط، إذ رصد "أكيد" شائعتين تخصّ القطاع الصّحيّ، وهو ما يُعدّ انخفاضاً ملحوظاً بعدد الشائعات الصحيّة مقارنة بالشهر الماضي.

 

ومن هذه الشّائعات ما ساهم الإعلام بنشره، ومنها وفاة أشخاص بعد تلقّيهم لقاح كورونا في الأردن، وهو ما نفته وزارة الصحّة، مؤكدة أنَّ مطاعيم" كورونا" المستخدَمة في الحملة الوطنيّة للمطعوم آمنة ولا يمكن لها بأيّ حال من الأحوال أن تسبّب الوفاة نتيجة الإصابة بالفيروس.

 

كما نفى وزير الصحّة الدكتور نذير عبيدات ما تداوله ناشطو مواقع التواصل الاجتماعيّ حول تخصيص لقاح "كورونا" للمسؤولين ولقاح آخر للمواطنين.

 

الشائعات الأمنيّة:

 

نفت الجهات الأمنيّة والحكوميّة عدّة شائعات خلال شهر شباط، أبرزها الشائعات المتعلّقة بفرض حظر التّجوال الشامل، أو الحظر الجزئيّ، وتصدّرت شائعات هذا الشأن، وبلغ عددها (5) شائعات من أصل (7) وبنسبة 71 بالمئة، قبل صدور أمر الدفاع الذي يقضي بإعادة حظر التّجوال يوم الجمعة ابتداءً من 26 شباط، ونذكر من الشائعات التي تمّ تداولها قبل الأمر الرسميّ، ما نفاه وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسميّ باسم الحكومة، علي العايد لـ"أكيد" حول فرض حظر شامل لمدّة ثلاثة أسابيع، وقال إنَّ هذا القرار لم يُدرَس أبدًا وغير مطروح على طاولة الحكومة، كما أعادت مواقع التواصل الاجتماعيّ تداول خبر فرض حظر شامل لمدة 48 ساعة، وهو ما تبيَّن أنه خبر قديم أُعيد نشره، وتسبّب بولادة شائعة جديدة.

كما أكّد وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات، أنّ الحكومة لم تبحث إجراءات تمتدّ إلى أسابيع، ولم تبحث "إغلاق عمّان"، بعد تسجيل إصابات مرتفعة بـ"كورونا" فيها.

 

ومن الشّائعات الأمنيّة التي انتشرت خلال شهر شباط، "فيديو" جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشخص يحاول إشعال النار بنفسه، إذ أكّد الناطق الإعلاميّ باسم مديريّة الأمن العام أنّ الحادثة لم تقع في الأردن، وإنَّما في إحدى الدول المجاورة، منوّهاً إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر قبل نشر مثل تلك "الفيديوهات" وتداولها، وأهميّة التوثّق منها من مصادرها الرسميّة.

 

 

الشائعات الاقتصاديّة:

 

ومن أبرزها خلال شهر شباط، الحديث عن رحيل مصانع أو مغادرتها المملكة إلى دولة شقيقة، وهو ما نفاه مصدر صناعيّ، أكد أنَّ عددًا قليلاً من المصانع اتجهت إلى فتح خطوط إنتاج لها في جمهورية مصر العربيّة، غير أنها لم تغادر أو ترحل أو تغلق أبوابها وتسرّح عمّالها كما تم ترويجه في تصريحات صحفيّة غير مدروسة.

كما نفى رئيس هيئة تنظيم قطاع النقل البرّي صلاح اللوزي صدور قرار أو توجّه لتثبيت أجور النقل العام لهذا العام. مشيرًا إلى أنّ الهيئة لا تزال تنتظر الحصول على نسب التضخم من دائرة الإحصاءات العامة، مؤكدًا أنَّ الهيئة تنظر في عدّة معطيات لتحديد أجور النقل من ضمنها نسب التضخم والكلف التشغيليّة.

 

ومن الشائعات التي نفتها منصّة "حقّك تعرف" التابعة للحكومة، شائعة تتحدث عن تعيين مستشار قانوني في وزارة العمل، وهو ما نفته الوزارة من خلال المنصّة، مشيرةً إلى أنَّ جميع التعيينات تتمّ من خلال ديوان الخدمة المدنيّة ولا يوجد تعيينات في الوزارة.

 

كما نفت الحكومة زيادة راتب رئيس مجلس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد وأعضاء مجلس الهيئة، مؤكدة أن لا تعديل على ذلك، وأنّ مجلس الوزراء لا يملك صلاحيّة تحديد أو زيادة الرواتب.

 

 

الشَّائعات السِّياسيّة:

 

من الشائعات السياسيّة التي انتشرت في شهر شباط؛ حل المجالس البلديّة، إذ أكّد وزير الشؤون السياسيّة والبرلمانيّة المهندس موسى المعايطة أن لا قرار حاليًا من الحكومة بحلّ المجالس البلديّة، مشيرًا إلى أنَّ هذا القرار من صلاحيّات مجلس الوزراء بتنسيب من وزير الإدارة المحليّة.

 

كما نفت مصادر في وزارة الخارجيّة، شائعة تحدّثت عن تعيينات لسفراء للأردن قبل أيّار، مؤكّدة أنَّ ذلك لم يحدث إطلاقًا، وأنَّ التنسيبات ستتمّ بعد الموعد المقرّر لإعلان ذلك مطلع حزيران المقبل.

 

نفت وزارة الإدارة المحليّة ما تمّ تداوله حول الإيعاز لرؤساء البلديّات بعودة الدوام الرسمي للموظفين بنسبة 100 بالمئة، وبيّنت الوزارة في بيان لها، أنّ التعميم "يتعلق باستثناء موظفي الرقابة والتفتيش فقط من مضمون كتاب رئيس الوزراء والمتعلق بتحديد نسبة الحد الأدنى من الموظفين العاملين في البلديات"، مشيرة إلى أنّ القرار يأتي لغايات تكثيف التفتيش على الأنشطة الصناعيّة والمنشآت وذلك بناءً على كتاب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والتجارة والتموين.

 

ومن الشائعات التي تمّ تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ وتقنية "واتس اب" (تسجيل صوتي) عن فتح باب تقديم طلبات للحصول على مبالغ مالية، من وزارة التنمية الاجتماعيّة، وهو ما نفته الوزارة، وقالت في بيان صحافيّ صدر عن مكتبها الإعلاميّ اليوم الأربعاء إنَّ ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ وعبر تقنية "الواتس اب" غير صحيح.

 

الشائعات الاجتماعيّة:

 

بلغ عدد الشائعات الاجتماعيّة التي انتشرت خلال شهر شباط شائعتين؛ الأولى تحدّثت عن فسخ عقد رعاية “أمنية” لنادي الوحدات، وهو ما نفاه رئيس الهيئة الإداريّة لنادي الوحدات العين وجيه عزايزة، مشيرًا إلى أنَّ الشركة كان لها أثر كبير في تجاوز الوحدات للعقبات الماليّة في الموسم 2020، ودفع حظوظ فريق الوحدات بقوّة نحو منصّة التتويج بلقب دوري المحترفين للموسم 2020، والظهور رسميًّا في دوري أبطال آسيا ممثلاً للكرة الأردنيّة للموسم 2021، وأكد أنَّ الأمور تجري حاليًّا "نحو تجديد عقد رعاية شركة أمنية".

 

أمّا الشائعة الثانية، ما نشرته وسائل إعلام حول بتر ساق الفنان متعب الصقّار، وهو ما تبيَّن عدم صحّته، إذ قال نقيب الفنانين الأردنيّين، حسين الخطيب، إنّ الفنان متعب الصقار خضع لعمليّة بتر في إصبع قدمه بسبب مضاعفات مرض السكّري.

 

 

ويرى مرصد "أكيد" أنّ القاعدة الأساسيّة في التعامل مع المحتوى الذي يُنتجه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعيّ هي عدم إعادة النشر إلا في حال التحقّق من مصدر موثوق، وأنّ الاعتماد على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعيّ كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقّة هذه المعلومات من عدمها يتسبّب بنشر الكثير من الأخبار غير الصحيحة وبالتالي ترويج الشائعات.

 

من هنا اعتمد رصد "أكيد" على تحديد الشائعات الواضحة بأنّها غير صحيحة، أو تلك الأخبار التي ثبت عدم صحّتها بعد نشرها خلال الأيّام التي تلت النشر.

 

وطوّر "أكيد" مجموعة من المبادئ الأساسيّة للتحقّق من المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون، وبصرف النَّظر عن نوع المحتوى، إن كان مرئيّاً، أو مكتوباً، أو حتى مسموعاً، والتي توضّح ضرورة طرح مجموعة من الأسئلة قبل اتّخاذ قرار نشر المحتوى المنتَج.

 

ويُذكَر أنّ "أكيد" قام بتطوير منهجيّة لرصد الشائعات، إذ تمّ تعريف الشائعة بأنّها "المعلومات غير الصحيحة، المرتبطة بشأن عام أردني، أو بمصالح أردنيّة، والتي وصلت إلى أكثر من (5) آلاف شخص تقريباً، عبر وسائل الإعلام الرقميّ".

 

وعادة ما تزدهر الشائعات في الظروف غير الطبيعيّة، مثل أوقات الأزمات، والحروب، والكوارث الطبيعيّة... وغيرها، ولكن هذا لا يعني "عدم انتشارها" في الظروف العاديّة. ومن المعروف أنّ الشائعات تُروّج بشكلٍ ملحوظ في بيئات اجتماعيّة، وسياسيّة، وثقافيّة دون أخرى، ويعتمد انتشارها على مستوى غموضها، وحجم تأثير موضوعها.