"رسالة إلى شَعْبِ عربيّ".. غياب التحقّق

"رسالة إلى شَعْبِ عربيّ".. غياب التحقّق

  • 2021-08-22
  • 12

أكيد- أفنان الماضي
نشرت وسيلة إعلام محليّة مادة تتعلق بقيام دولة عربيّة بترحيلٍ تعسفيّ لعدد من الموظفين، يحملون جنسيةً عربيّة أخرى، وقد تضمّنت المادة رسالةً موجهة من أحدِهِم إلى شعب الدولة المُستضيفة.

مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني "أكيد" يقدّم عدداً من الملاحظات في هذا الشأن:

أولاً: بُنيت المادة على معلومة الترحيل التعسفيّ، وبعودة "أكيد" إلى مصدر الخبر الأصلي، تبيّن أنه حساب "فيسبوك" لكاتبٍ مقيم في ألمانيا، قدّم عدّة روايات لشهودٍ مجهولي الهويّة، وقام بإيصال الخبر إلى الصحافة العالميّة، رغم عدم صدور أية تصريحات رسمية من قِبل الدولتين المعنيّتين.

ثانياً: تراوحت ردود فعل الناس بين مُؤيّدٍ و مُنكرٍ للخبر، أو مُبرِّرٍ له بانتهاء مدة العقود للموظفين، إضافة إلى قيام فئة العمالة بمخالفات قانونيّة تحت بند التّستر التجاريّ. وهو ما لم يذكره مصدر الخبر صراحة. وكل ذلك وسط صمتٍ رسميّ كامل.

ثالثاً: تتبّع "أكيد" مصدر الرسالة التي نشرتها الوسيلة المحليّة، ليتبيّن أنها رسالة مكتوبة منذ عام 2013، وقد تمّ تداولها عبر السنوات مع استبدال الجنسيّات المذكورة فيها، بحسب الشخص الناشر وبلد إقامته، ومكان عقد عمله المنتهي.

رابعاً: لم تقم الوسيلة المرصودة بالتحقّق من صحّة الخبر، أو التريُّث حتى ثبوته رسميّاً، كما لم تقم بالتحقّق من حقيقة الرسالة المنشورة وتاريخ صدورها.

خامساً: للإعلام دور رئيس في نصرة المظلوم ورفع صوت المواطن، على أن يكون ذلك بعد التثبّت من المَظلَمَة، والتيقّن من جميع العوامل والمعطيات الظاهرة والباطنة، دون اندفاعٍ عاطفيّ وتَعَجُّل.

سادساً: القضيّة المطروحة قضية شائكة وحسّاسة، تخصّ دولتين عربيّتين شقيقتين، ولا بدّ من الوقوف بحياد حتى يتم التيقّن من الخبر وحيثياته.

سابعاً: ارتكبت الوسلة المرصودة مخالفة مهنيّة أخلاقيّة بإعادة نشرها لرسالة عاطفيّة قديمة، يمكن أن تُفهَم على وجهين، وقد يُساء بها لِأحدِ الطرفين، أو قد تثير كلماتها النعرات والحزازات بين شعبين عربيّين شقيقين.