"استعداد لحالة طوارئ مقبلة في الصِّين".. وسائل إعلام تضلِّل وتشوّش المتلقين

"استعداد لحالة طوارئ مقبلة في الصِّين".. وسائل إعلام تضلِّل وتشوّش المتلقين

  • 2021-11-03
  • 12

أكيد- نشرت وسائل إعلام محلية خبرًا تمَّ تداوله عبر وكالات أنباء عالمية مثل رويترز(Reuters) وبي بي سي (BBC) حول حالة نقاش سادت على حسابات التَّواصل الاجتماعي الصِّينية، كردة فعل على إعلان وزارة التِّجارة الصِّينية عبر حسابها بضرورة قيام العائلات بتخزين بعض المواد الغذائية الأساسية تحسباً لأيِّ ظروف طارئة.

وكانت السلطات الصِّينية وفق ما ورد في موقع (China Release) قد أوضحت لاحقاً أنَّ الإعلان لا يحمل أيَّ نوع من الغموض أو التهديدات الخفية، بل هو أسلوب اقتصادي مُتبع تدعو له الحكومة الصِّينية لحماية الاستهلاك المحلي للخضار مطلع كل شتاء، إضافة إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة بسبب البؤر النشطة لوباء كوفيد 19 التي عادت للظهور في بعض المناطق الصينية، ما يضطر السلطات لإخضاع تلك المناطق للإغلاق وفق موقع (China Economic Net).

وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تعامل وسائل الإعلام المحلية مع هذا الخبر الذي تم نشره منقوصًا ولا يحمل أيَّ تحقُّق، حيث تمت الإشارة إلى عدم وجود تفسير لهذا الإعلان، وهو ما يراه (أكيد) نقصًا في صياغة الخبر وفق معايير النَّشر الصحيحة، والتي تؤكد على تقديم جميع المعلومات بتكامل ودقة بعد  التَّحقق منها من مصادرها المعنية؛ لتشكل لدى القارئ فهمًا كاملاً لحيثيات الموضوع وجميع جوانبه، لا تقديم أسئلة بلا إجابات، قد تترك مساحة للتكهّن والافتراضات المغلوطة.

ويرى (اكيد) أن موضوع الخبر الذي يتعلق بجانب الأمن الغذائي يُشكِّل مثار جدل، ولا بد من التَّعامل معه بحذر، حيث لم تقدِّم وسائل الإعلام إجابة على الأسئلة التي كانت تبحث عن إجابة لجمهور المتلقين والذين اعتبر عدد منهم أنَّ إعلان الصِّين كدولة كبرى مؤثرة في العالم الحاجة لتخزين الأطعمة، يعطي دلالة على خطورة الوضع الغذائي عالمياً ما يعني ضرورة اتخاذ إجراءات على مستوى الدول والأفراد والمسارعة في تخزين الأطعمة والذي يؤدي بدوره إلى حالة من التسابق للتسوق وإحداث خلل في واقع السوق المحلي وأسعار السلع وتوفرها للجميع.

ورصد (أكيد) بعض العناوين التي قدمت الخبر بشيء من الإثارة والغموض، وهذا يخالف المعايير المهنية لكتابة العناوين الإخبارية التي لا بد أن تتسم بالاتزان ووضوح المعلومة، دون محاولة لإثارة القارئ وجذبه عبر إثارة مخاوفه أو شكوكه.

ويشير (أكيد) إلى انزلاق وسائل إعلام محلية في الترويج لما يثيره الإعلام الغربي دون تدقيق أو تحقق من الخبر من مصادره المعنية، والذي قد يؤدي للانخراط دون قصد في الأجندات السِّياسية والإعلامية التي قد تحملها دول كبرى تجاه أخرى.

ورصد أكيد) وسيلة إعلام واحدة عادت لمصدر محلي ليقدِّم رأيًا حول الخبر المثار عالمياً، ولم تنشر وسائل إعلام عديدة مواد تتحدث عن قضية الأمن الغذائي وتكشف واقعه محلياً، أو تسهم في تقديم توعية للمجتمع المحلي.

وتابع (أكيد) ردود الفعل على منصات النَّشر العلنية، وتبيّن أن الخبر أثار موجة من الذعر بين رواد وناشطي وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر"، وقد تمَّ القفز لتفسير الخبر بناء على افتراضات شخصية، كأن يكون السبب حرب قريبة، أو حالة من التقلبات المناخية القاسية.

وأشار عدد آخر إلى أسباب مبهمة وخطط غامضة لا يمكن التنبؤ بها ستعصف بالعالم قريبًا وربطوا الخبر بما أثير سابقاً من طلب رئيس كوريا الشمالية من مواطنية الاقتصاد في الأكل لمواجهة النَّقص الغذائي، والذي نشرته بعض وكالات الأنباء الغربية دون تثبّت من حقيقة الخبر، كما عملوا على نشر تقارير إعلامية مصورة تتحدث عن ارتفاع أسعار السِّلع في الولايات المتحدة  في إشارة إلى تعثر الدول الكبرى غذائياً، وأثر ذلك على الدول النامية.
ويشير (أكيد) إلى ما يلي:

أولًا: إنَّ دور وسائل الإعلام التَّحقق وتقديم المعلومة المفيدة وذات القيمة التي ينتظرها جمهور المتلقين.

ثانيًا: تحتاج بعض وسائل الإعلام المحلية إلى عدم نشر كل ما يتم بثه عبر وسائل التَّواصل الاجتماعي لأنَّها مصدر غير موثوق بشكل كبير.

ثالثًا: في تغطية مثل هذه القضايا يجب العودة إلى وسائل الإعلام الرَّسمية الموثوقة في الدَّولة التي تم نقل الأخبار عنها، وبالتَّالي الحصول على معلومة دقيقة حول القضية.

ويوصي (أكيد) وسائل الإعلام المحلية بضرورة الالتزام بالمعايير المهنية والقانونية عند القيام بمثل هذه التَّغطيات والتي من بينها، الدِّقة والتَّحقق والحياد.