مذيعة تحيّي سلوكًا سلبيّاً لطفلٍ مع ضيوف أهله... مخالفة مهنية صريحة

مذيعة تحيّي سلوكًا سلبيّاً لطفلٍ مع ضيوف أهله... مخالفة مهنية صريحة

  • 2022-01-10
  • 12

أكيد – مجدي القسوس

 

بثّت وسيلة إعلام مرئيّة محليّة مقطعًا مصوَّرًا في أحد برامجها يظهر فيه طفل يقدّم الطعام لضيوف أهله، متسائلاً عن الضيف ليردّ عليه بالقول "الله لا يحييك"، مشيرةً في عنوان المقطع إلى أنَّ السبب "والدته".

وعرضت مذيعة البرنامج المقطع الذي جاء بعد أن تداولته حسابات عديدة على منصات التواصل الاجتماعي، مشيرةً إلى أنه من السعودية وبدأ على تطبيق "سناب شات" وجاب بقيّة التطبيقات.

وعلقت المذيعة على المقطع وتصرّف الطفل بالقول "ما أجمل براءة الأطفال خاصة إذا كان يدافع عن أمه"، وختمت التعليق ضمن الفقرة بالقول "أحيّيه بشدّة".

ويشير مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" إلى أن الوسيلة وقعت بمخالفة مهنيّة صريحة في بثّها للمقطع، إذ أن الفيديو جاء مخالفًا للأخلاقيات والعادات المجتمعية التي تُحكّم تقدير الضيف واحترامه باعتبارها قيمًا إيجابيّة تقوم عليها العلاقات بين الأفراد، كما أنَّه لم يقدّم أية قيمة إخباريّة للمتلقين.

وعن سلوك المذيعة وأدائها، فيُشار هنا إلى أنها ارتكبت مخالفة مهنيّة متمثّلة في طريقة التعليق على المقطع، وتأييد ما جاء فيه، وهي مخالفة تجاه المواد التي تتناول الأطفال وقضاياهم باعتبار بطل المقطع هو "طفل" ويؤدي سلوكًا سلبيًّا قد يشجّع بقية الأطفال، ممّن تابعوا المقطع، على ممارسة نفس الفعل.

ولم يتسنَّ لـ"أكيد" التحقّق إن كان الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع جاء حقيقيًّا أم كمقطعٍ تمثيلي صاغه أبطاله، كعدد من المقاطع التي يتم تداولها على المنصّات الرقميّة وتظهر صراحةً أنها جاءت بهدف جمع المشاهدات، وهو ما لم تأخذه وسيلة الإعلام بالحسبان.

أما من ناحية "الأم" التي كانت "سببًا" فيما فعله الطفل، فإن وسيلة الإعلام وبنشرها هذا المقطع قامت بترويج وترسيخ صورة نمطية للمرأة وحصرها في إطار المطبخ والأعمال المنزليّة، وهو ما حمل تأييد المذيعة من خلال قولها "أحييه بشدّة هذا الطفل".

من ناحيتها، أكدت الصحفيّة المتخصّصة بتغطية شؤون الطفل نادين النمري لـ "أكيد" في تصريح سابق أنّ الاتفاقيّة الدوليّة لحقوق الطفل ضمنت حقّ الأطفال في حريّة الرأي والتعبير عن آرائهم سواء في القضايا المُهمّة التي تتناسب مع عمرهم، أو المواضيع التي يفهمونها ويُدركون لتبعاتها.

وأشارت النمري في حادثة سابقةٍ مشابهةٍ إلى أنَّ النشر هنا يُعد موافقة على مضمون "الفيديو" ومحتواه، وبالتالي المساهمة في ترويجه بشكل أكبر، والأصل أن يتم تجاهله أو معالجته صحفيّاً في قضيّة تتمحور حول استغلال الأطفال في ترويج بعض الأفكار والقضايا الاجتماعيّة أو السياسيّة المُرتبِطة بالبالغين.

وهنا يشير "أكيد" إلى ضرورة الحذر عند نقل المواد عن مواقع التواصل الاجتماعي ودراسة الأثر الذي قد تحمله عند إعادة بثها عبر الإعلام، وبخاصّة القضايا التي تهم المرأة والأطفال، بالإضافة إلى ضرورة قياس مدى تأثير ذلك على مستقبل الطفل، وترك معالجة الخطأ للسلطات المختصّة، فالأصل بالوسائل الإعلامية حماية الطفل وعدم تعريضه للإساءة، بهدف زيادة عدد المتابعين.