"وجبات منسف لوجه الله".. وسيلة إعلام تخالف مهنيًا ولم تقدِّم الحماية للمستفيدين من عمل الخير

"وجبات منسف لوجه الله".. وسيلة إعلام تخالف مهنيًا ولم تقدِّم الحماية للمستفيدين من عمل الخير

  • 2022-01-01
  • 12

أكيد-نشرت وسيلة إعلام محلية مقطعًا مصورًا، لشخص قام بتوزيع وجبات من طعام المنسف كصدقة في سبيل الله، والتفّ حوله عدد من المستفيدين للحصول على نصيبهم من تلك الوجبات، وتمَّ تصوير عدد منهم في المقطع والذي نقلته الوسيلة دون إجراء أيَّة تعديلات.

وتحقَّق مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) من المقطع المنشور ليتبين تصويره أثناء توزيع الوجبات على طرف ساحة المسجد الحسيني والذي يقع بسط البلد عمَّان، وارتكاب الوسيلة المرصودة مخالفة مهنية أخلاقية بإظهار وجوه بعض الأشخاص المستفيدين من الوجبات، حيث لم يتم التظليل على وجوههم قبل عرض المقطع.

ويرى (أكيد) أن وسائل الإعلام مُطالبة بإخضاع المقطع لمعايير مهنة الصحافة وأخلاقياتها، فحتى لو رأت أنَّ المقطع يحمل معنى تحفيزيًا لعمل الخير، إلا أنَّ واجبها يكمن في تغطية وجوه المستفيدين، حفظا لكرامتهم ومنعًا لإحراجهم ولانَّ عمل الخير يتطلب مثل هذه الحماية.

 ورصد (اكيد) بعض الصور والتي أظهرت عددًا من الأطفال أثناء اصطفافهم للحصول على وجبة، ويُعدّ تصوير الأطفال مع وضوح هويتهم مخالفة مهنية صريحة، حيث يحظر على الإعلام إظهار الأطفال إعلاميًا دون موافقة ذويهم، وبخاصة في مواقف الضَّعف والحاجة والتي قد تسبب الحرج للطفل وذويه بين الأقران والمعارف في الوقت الحاضر أو المستقبل القريب والبعيد خاصَّة وانَّ مثل هذه الصور تدوم طويلًا في الأرشيف.

والتزمت وسيلة إعلام بنقل الخبر مختصرًا، دون عرض المقطع أو إظهار شخصيات الأفراد في الصورة.

ورصد (أكيد) عددًا من ردود الفعل المتباينة لمشتركين على مواقع التواصل الاجتماعي والمُعلّقين على المقطع المصور، والتي جاءت بين مؤيد يرى أنَّ في التصوير حثّ للأغنياء على الاقتداء بالمحسن، وطرف آخر رأى أنَّ التصوير فيه امتهان لكرامة النَّاس والذين بدت هويتهم واضحة، مما قد يوقعهم في الحرج بين أصدقائهم ومعارفهم وأنَّ الأصل هو حمايتهم من الظهور.

وكان (أكيد) قد قدّم عدداً من التقارير التي تناولت المخالفات المهنية في نشر صور الفقراء والمحتاجين، والكشف عن هويتهم تحت عناوين مختلفة ومنها:

نشر صور الفقراء والمحتاجين..مخالفات اعلامية مستمرة رغم المواثيق

"مقطع مُصوَّر لمساعدة أم وأطفالها الأيتام".. غياب الممارسة الفُضلى وحضور الهدف النبيل