نشر وتداول فيديو انتحار شخص من أعلى جسر عبدون ... انتهاك إنساني وإخلاقي

نشر وتداول فيديو انتحار شخص من أعلى جسر عبدون ... انتهاك إنساني وإخلاقي

  • 2022-01-01
  • 12

أكيد – مجدي القسوس

 

انتهكت حسابات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي المبادئ المجتمعية والأخلاقية المتمثلة في حفظ الكرامة الإنسانية بنشرها مقطعًا مصوَّرًا للحظة "انتحار" شابّ من أعلى جسرٍ في العاصمة عمّان.

ووصل مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إلى المقطع المصوَّر الذي بلغت مدّته أربع عشرة ثانية، وأظهر لحظة قيام الشّاب برمي نفسه من أعلى الجسر حتى ارتطامه بسطح الأرض مع صوت واضح للارتطام، بمشهدٍ قاسٍ كان الأجدر بالناشطين وقف تداوله.

وفي الوقت الذي  تحظر فيه مواثيق الشّرف الصحفيّة عالميّاً نشر صور الانتحار ومَقاطعه، وإظهار الأدوات والوسائل التي يستخدمها الأشخاص المنتحرون، ارتكبت وسائل إعلام محليّة وعربية مخالفات مهنية وأخلاقية عديدة من خلال نشرها المقطع كاملاً والإشارة إليه بعناوينها؛ بهدف جذب القراء، والتي جاءت على النحو:

شاهد: فيديو انتحار شاب على جسر عبدون في الأردن يشعل مواقع التواصل

بالفيديو .. انتحار ثلاثيني عن جسر عبدون

[يعتذر أكيد عن إدراج رابط المادتين السابقتين لتجنُّب المساهمة في نشر المخالفة]

واستخدمت وسائل الإعلام التي نشرت الخبر مرفقًا بالفيديو صورًا للجسر الذي تمّت عليه الحادثة، مدرِجةً اسمه، وهذه مخالفة تتمثل بوصم المكان وجعله مثالاً لمواقع حالات مماثلة.

وأشارت وسائل إعلام في مواد عاجلة أصدرتها لحظة انتشار الخبر إلى جنسية الشّاب الذي ألقى نفسه من أعلى الجسر، ونقلت ذلك عن "مصدرٍ أمنيّ" على حدّ قولها دون التعريف به، وهو ما لا يقدّم أي قيمة خبريّة، وبهذا قد تكون أسهمت في الإساءة للأفراد من ذات الجنسية وتكوين صورة نمطية عنهم في المجتمع، والأصل الاكتفاء بنشر الخبر دون الإشارة إلى هويات الضحايا ومرتكبي أعمال القسوة والتعذيب.

ويمثّل النشر من قبل الأفراد ووسائل الإعلام منافاة للأخلاق العامة والمبادئ التي تدعو إليها المواثيق الدولية في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، وأخبار الجرائم والانتحار، ونشر الصور والفيديوهات، لأن ذلك يعد ترويجًا لا أخلاقيّ يدفع أشخاص كُثر يحملون الرغبة بالانتحار إلى محاكاة الحادثة، وبالتالي ارتكابها.

ويدعو مرصد مصداقيّة الإعلام الأردنيّ "أكيد" وسائل الإعلام إلى تجنّب نشر المقاطع والصور قبل إسقاط معايير مهنة الصحافة وأخلاقيّاتها عليها، والمنشورة على صفحة المرصد الرسميّة، كما ينبّه مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى الحذر عند التعامل مع مثل تلك المواد لما قد تسبّبه من صدمة لدى المتلقّين، وبخاصّة الفئات العمرية الصغيرة التي قد تدفعها المشاهدة إلى ارتكاب الأفعال ذاتها.