"فيديو يقطِّع القلب لعائلة".. نشر إعلامي ينتهك الخصوصية وبلا قيمة إخبارية

"فيديو يقطِّع القلب لعائلة".. نشر إعلامي ينتهك الخصوصية وبلا قيمة إخبارية

  • 2022-05-18
  • 12

عمّان 18 أيَّار (أكيد)- أفنان الماضي- نشرت وسائل إعلام محلية، مقطعًا مصورًا لسيدة وشخص برفقتها، وهي بحالة ضَعف وحزن بعد ما قالت هذه الوسائل إنَّه جاء بعد صدور حكم قضائي بحقِّ شخصٍ يرتبط بهذه العائلة وسجنه لمدة 20 عامًا بتهمة القتل العمد، وارتكبت هذه الوسائل مخالفات مهنية عديدة من بينها: نشر محتوى لأشخاص وهم بحالة ضَعف وافتقار المحتوى المنشور للقيمة الإخبارية والمتمثلة بأهمية مثل هذا المحتوى للرأي العام وجمهور المتلقين.

وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التَّغطية الإعلامية لهذا المقطع المصور، والذي جاء تحت عناوين من بينها:

شاهد فيديو ردة فعل عائلة .... بعد الحكم على والده بالحبس

فيديو يقطع القلب، الحكم الصادر على والد ...

وتضمن الخبر مقطعًا مصورًا لذوي المحكوم عليه وهم في حالة انهيار وبكاء وضعف، دون وجود معلومات كافية في متن الخبر عن القضية التي صدر الحكم فيها وأهميتها لجمهور المتلقين .

وعاد (أكيد) لمعايير مهنة الصِّحافة وأخلاقياتها والمنشورة على موقعه والتي يستند عليها في تقييم المحتوى الإعلامي المنشور، وتبين وقوع الوسائل في مخالفات مهنية متعددة، أبرزها:

أولًا: انتهاك خصوصية الأفراد الذين ظهروا في المقطع، في لحظات عائلية خاصة وظروف قاسية يمرون بها.

ثانيًا: ظهور أشخاص في حالة انهيار وضعف، مع التلفظ بعبارات خاصة وصراخ وعويل، بالرغم من أنَّ المعايير المهنية لا تسمح بمرور هذا المحتوى، حيث إنَّ نشره إعلاميًا ومشاهدته من قبل جمهور المتلقين قد يوقع الحرج على الأفراد بعد مرور فترة من الزمن، وبخاصة مع احتفاظ الأرشيف الإعلامي به لفترات طويلة.

ثالثًا: النقل عن وسائل التواصل الاجتماعي إلى صفحات الإعلام دون إخضاع المادة لمعايير مهنة الصحافة وأخلاقياتها.

رابعًا: لم يقدّم الخبر أي معلومات تتعلق بالحكم الصادر بحق الأب، وطبيعة الجريمة التي ارتكبها، واكتفت بالتنويه لقضية أحد الأفراد والذي لقي تعاطفًا شعبيًا واسعًا في السابق، وحاجج بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأن الأب كان في حالة دفاع عن النفس.

خامسًا: استخدمت بعض الوسائل عبارات عاطفية، دفعت رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتشكيك بالحكم الصادر دون معرفة التفاصيل، وإطلاق بعض الوسوم التي تطالب بالإفراج عن الشَّخص المُدان.

ويذكّر (أكيد) بضرورة توخي الحذر في النقل عن منصات التواصل الاجتماعي، وذلك عبر نشر ما فيه فائدة لجمهور المتلقين بعد إخضاعة لمعايير مهنة الصحافة وأخلاقياتها، إضافة إلى تقديم خبر متكامل يجيب عن الأسئلة الصحفية الأساسية الخمسة، دون اجتزاء أو إخفاء للحقائق أو جزء منها، بحيث تقدم المادة الإخبارية المعلومات كافة بوضوح ودقّة.

ويشير (أكيد) إلى أنَّه لم يقم بتضمين هذا التَّقرير روابط المقاطع المصورة المنشورة على وسائل الإعلام المخالفة مهنيًا حتى لا يُسهم بمزيد من النَّشر لها.