نشر صورة قديمة للاعب بدران الشَّقران .. اعتداء على حياته الخاصّة  وتضليل للرأي العام

نشر صورة قديمة للاعب بدران الشَّقران .. اعتداء على حياته الخاصّة وتضليل للرأي العام

  • 2022-08-01
  • 12

عمَّان الأول من آب (أكيد)- لقاء حمالس- قامت صفحة رياضية محلية [1] بنشر صورة للاعب أردني وهوعلى سرير الشِّفاء مُتبِعةً الخبر بعنوان: يقول "الذي أفرح الأردنيين وارتدى علم الأردن آلاف المرات ..الآن لا يجد سريرًا في مستشفى أو قوت يومه ..هل هذه مكافأة لاعب خدم وطنه وبلده؟".

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) الخبر، وتبيّن بأنهّ قديم، إذ نُشر يوم 29 نيسان من العام الماضي 2021 بسبب إجراء اللاعب عملية جراحية، وتمت تهنئته بنجاحها.[2]

وبعد تناقل وسائل الإعلام الخبر والصورة وإعادة نشرهما، قام اللاعب نفسه بنفي الخبر والتأكيد على صفحته الخاصه بأنّه قديم، قائلًا: "أنا والحمدلله أموري تمام وصحتي كويسة والمنشور قديم ..أرجو التأكد من أيِّ شئ قبل تنزيل أيِّ خبر...".[3]

الوسيلة الرياضية المحلية، وقعت بمخالفات أخلاقيّة ومهنية أخرى: إذ لا يجوز نشر صورة لأيِّ شخصية حتى لو كانت عامة ومشهورة، تحت مسمى حرية الصِّحافة،  ما دام أن ذلك ينطوي على انتهاك لحياته الخاصة [4] لأنَّ من حقِّ الإنسان الابتعاد عن أعين الناس، وعدم جواز نشر الصور يكون ملزمًا إذا ما كانت الصورة تتعلق بأوقات صعبة وبلحظات ضعف قد تتسبب بالأذى النفسي لصاحبها وللمقربين منه راهنًا وحتى مستقبلًا.

ويبين (أكيد) أنَّ المعايير المهنية والقانونية التي تضبط عمل الصِّحافة تؤكد أنَّ من حق كل شخص أن يمنع أي انتهاك لحرمة حياته الخاصة سواء ما تعلق منها بالجانب الاجتماعي أو ما تعلق بصوره الشخصية أو سيرته المرضية لأنها محمية بموجب القانون، وبمعايير ميثاق الشرف الصحفي [5]، حيث يلتزم الصحفيون بموجب المادة (11) باحترام سمعة الأسر والعائلات والأفراد وسرية الأمور الخاصة بالمواطنين، وفي هذا الإطار، يتعين مراعاة أن لكل شخص الحق في احترام حياته الشخصية والعائلية والصحية ومراسلاته، ويعتبر التشهير بهم ونشر أسرارهم الخاصة والتقاط الصور لهم دون موافقة منهم في أماكن خاصة، تعديات مسلكية يحرمها القانون.

ويرى (أكيد)  وفقًا للمعايير المهنية التي يتبعها [6] بأنّه لا يوجد مبرر لأي وسيلة إعلامية بنشر أخبار قديمة والترويج لها على أنها جديدة  لمجرد رغبتها في زيادة عدد متابعيها لأن في ذلك تضليلًا وتشويشًا للرأي العام، ما يؤدي إلى الإخلال بمعيار الوضوح الذي يتطلب ذكر الأحداث والأشخاص والمسميات وتفاصيل الوقائع بشكل واضح ومحدد، ومراعاة عنصر الزمن والجِدّة فيه.

ويدعو (أكيد)  إلى ضرورة إخضاع أي مادة تنشر لتقييم مسبق قبل النشر، لأن من أخلاقيات العمل الصحفي، تدقيق المعلومات، والتأكد من صحتها، للحفاظ على موثوقيتها وصحتها لدى الجمهور المتلقي لها.