عندما يكون الإنسان هو الخبر ... حسابات على "تيك توك" تنتهك كرامة الإنسان وتشكل مصدرًا للإشاعات

عندما يكون الإنسان هو الخبر ... حسابات على "تيك توك" تنتهك كرامة الإنسان وتشكل مصدرًا للإشاعات

  • 12

عمّان 25 أيلول (أكيد) –سوسن أبو السُّندس، لم تعد عدسات المراسلين الصحافيين تنفرد بنقل الأخبار حصرًا، فقد أصبحت الصّور التي يلتقطها الفرد أو ما يوصف بـ "المؤثر" مصدرًا آخر لتغطية الأحداث.

وتلاقي هذه الأخبار والصور حفاوة من قبل جمهور المتلقين، وغضبًا من قبل المتضررين، الأمر الذي يضع المادة المنشورة تحت مجهر النقد حول القيمة المضافة التي تنقلها تلك العدسات، وحول التجاوزات الأخلاقيّة بحق المتضررين.

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) مواد تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدًا "تيك توك"، ووجد أنَّها تنطوي على مخالفات أخلاقيّة بنشرها وتبادلها لمحتوى غير لائق يخالف ضوابط العلاقات الإنسانيّة بين البشر.

ووجد (أكيد) أن عددًا من المؤثرين، يتسابقون عن طريق خاصيّة البث المباشر في نشر تبعات الأحداث الخاصة بـ "عمارة الويبدة"  بثًا حيًّا ومباشرًا، حيث يلتقطون ما تقع عليه عدساتهم، ويبثونها للجمهور، دون مراعاة لخصوصية المتضررين ومشاعرهم وحالتهم النفسيّة، ويتتبعونهم إلى المستشفيات، منتهكين حقوق الإنسان  وكرامته.

لقد كانت وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا لنشر الإشاعات والمعلومات الخاطئة، والتي من شأنها إثارة هلع أقارب الضحايا حول مصير أقاربهم، أو تضليل الرأي العام، بهدف زيادة أعداد المشاهدات، وفي ذلك مخالفة أخلاقيّة لخصوصيات الناس.

ويشار إلى أنّ لكلّ شخص الحق في التعبيرعن رأيه بشتى الطرق المتعارف عليها، إلا أن ذلك لا يبيح المساس بكرامة الآخرين واستخدام مآسيهم ومصائبهم مادةً للنشر، لمجرّد السعي لزيادة أعداد المتابعين، إذ لا بد من ردع تلك السلوكات، وبخاصة عن طريق الرفض المجتمعي لهذا النوع من الترويج.                                

وفي هذا المقام، يشير (أكيد) إلى أهميّة التركيز على التربيّة الإعلاميّة والمعلوماتيّة التي تُعنى برفع قدرات جمهورالمتلقين في التعامل الصحيح مع مصادر المعلومات من وسائل الإعلام التي تراعي القِيم العامة وحقوق الإنسان، وتنقل عن المصادر المعنية، لا سيما الأجهزة الأمنية أو الجهات ذات العلاقة المباشرة بالحدث المعيّن. كذلك لا بد من التمييز بين الخبر القائم على الحقائق، وبين الرأي القائم على أفكار صاحبه، وضرورة الامتناع عن نشر أي خبر أو صورة أو فيديو ما دام أنه ينتهك خصوصية الآخرين وحقوقهم، ولا يحقق مصلحة عامة.