وسائل إعلام تنشر مقاطع عنف وشجار دون مراعاة عدم الفائدة وما تتسبّب به من أذى

وسائل إعلام تنشر مقاطع عنف وشجار دون مراعاة عدم الفائدة وما تتسبّب به من أذى

  • 2022-09-28
  • 12

عمان 28 أيلول (أكيد) -أفنان الماضي- تساهلت بعض وسائل الإعلام خلال الفترة المنصرمة في نشر عدد من المقاطع لمشاجرات تقع بين أفراد المجتمع، ومنها مقطعان تضمن أحدهما شجارًا لمجموعة من الشبّان وقع بينهم خلاف في الطريق العام، حيث انتهى المقطع بتعرض أحدهم للدهس المتعمد، بينما جاء المقطع الثاني لشجار بين عدد كبير من الأفراد وقع أمام قاعة احتفالات في عمّان.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يقدم عددًا من الملاحظات في هذا الشأن:

أولًا: الخلافات بين بعض أفراد المجتمع أمر وارد، إلا أن تسليط ضوء الإعلام عليها ونشر مقاطع تحتوي على العنف، والإيذاء المتعمد، والدهس وغيرها من الأعمال الجنائية يوحي بحجم أكبر من الحقيقة، ويصم المجتمع بالعنف وانتشار المخالفات الجنائية والجنح والاعتداء العشوائي فيما بينهم، وهي توحي بانعدام الأمن، ما يؤثر سلبًا على الإحساس بالأمان والانتماء للمكان.

ثانيًا: للجمهور حق المعرفة في القضايا المؤثرة في حياتهم اليومية، ولا تعد مقاطع الشجار بين أفراد العائلات أو مع آخرين، أمرًا مؤثرًا أو مهمًا أو مفيدًا لبقية جمهور المتلقين. ولهذا فمقاطع العنف والشجار بين أفراد المجتمع لا تقع ضمن حق الجمهور في المعرفة.

ثالثًا: تحتوي هذه المقاطع على جُنح جنائية، ما يعني أن ترويج هذه المقاطع يعد مخالفة قانونية، في حالة كان النشر دون إذن من الجهات الأمنية.

رابعًا: نشر مقاطع العنف والأذى المتعمد، والأعمال الإجرامية لها دور سلبي مؤثر في نفسية فئات من جمهور المتلقين، ومنهم النساء والأطفال والمرضى النفسيين، ما يفاقم حالات الشعور بالحزن أو الخوف وانعدام الأمان.

خامسًا: تتأثر فئات المجتمع بما ينشره الإعلام، ولهذا يعد الإعلام موجّهًا -أو حتى صانعًا- للمفاهيم المجتمعيةالسائدة، إذ له الدور الأكبر في ترسيخ قواعد السلم المجتمعي أو إثارة القلاقل والنعرات. ويرى (أكيد) بأن نشر مقاطع الشجار، قد يدفع فئة الأحداث والشباب لمحاكاتها في حل مشاكلهم مع الآخرين، وبالتالي قد يؤثر الإعلام سلبًا في السلم المجتمعي بدلًا من ترسيخ المفاهيم الدالة والمشجعة على حل الخلافات بالطرق الأخلاقية والقانونية المشروعة.