"تثبيت التّوقيت الصّيفي".. الإعلام لم يسائل الحكومة   عن رفض 75 بالمئة من الأردنيين للقرار ولا عن جدواه الاقتصادية

"تثبيت التّوقيت الصّيفي".. الإعلام لم يسائل الحكومة عن رفض 75 بالمئة من الأردنيين للقرار ولا عن جدواه الاقتصادية

  • 2022-10-16
  • 12

عمّان 16 تشرين الثاني (أكيد) –تقرير:شرين الصّغير، كاريكاتير: ناصر الجعفري- يعتمدالتوقيت المستخدم في الدول على خط الطول الذي  يمر منها على سطح الكرة الأرضية، وعلى  وجودها إلى الشرق من خط غرينتش في لندن أو إلى الغرب منه. ويشكل هذا الخط  الذي يبدأ منه قياس خطوط الطول أساس التوقيت العالمي الموحد (أو المُنسّق) Coordinated Universal Time، وُيرمز له بالرمز الثابت (UTC)  في اللغات المختلفة. وتتحدد تبعًا لذلك مناطق التوقيت في العالم. 

قبل اعتماد توقيتين في السنة، كان الأردن، يقع في منطقة التوقيت التي تزيد ساعتين عن التوقيت العالمي المُوحد(UTC+2) . ولكن مع اعتماد التوقيت الصيفييُصبح التوقيت الأردني بزيادة ثلاث ساعات عن التوقيت العالمي المُوحد ( .(UTC+3وهذا التوقيت يزيد من مدة إبقاء المملكة تحت الضوء (الشمس)، لكن ثمن ذلك هو أن يذهبالطلبة إلى مدارسهم وجامعاتهم، ويذهب الناس إلى أعمالهم، بعد الدخول في فصل الخريف، قبل شروق الشمس. 

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل الإعلام لقرار تثبيت التوقيت الصيفي، وغطّى الرصد 10أيام امتدت من اليوم الثاني إلى اليوم الحادي عشر منتشرين الأول، وشمل 14 وسيلة إعلام، توزّعت بين ثلاث محطات تلفزيونية، وثلاث صحف يوميّة، وثمانية مواقع إلكترونية، وبلغ مجموع المواد 47 مادة. 

وتبين أن 27 مادة من المواد الإعلامية المرصودة، بنسبة 57.4 بالمئة، ركّزت على الانتقادات الموجّهة للحكومة على قرار تثبيت التوقيت الصيفي على مدار العام، من منطلقمساوئه على الموظفين والطلبة والأهالي. وركزت 12 وسيلة إعلام أخرى، بنسبة 25.5 بالمئة، على أن استمرار العمل بالتوقيت الصيفي "أمر مفيد" وبخاصة للنظام الكهربائي في الأردن، من حيث أنه يمنحه "مرونة أكبر في التشغيل".بينما ركّزت ثماني مواد إعلامية، بنسبة 17 بالمئة، على نقل الخبر كما ورد من الحكومة دون التطرق لإيجابيات أو سلبيات تثبيت التوقيت الصيفي.

وفي إطار العيّنة التي رصدها (أكيد)، تبيّن أنّ التغطيات الإعلاميّة ركّزت في نقلها للأخبار على مساوئ تثبيت التوقيت الصيفي أو فوائده دون السعي لتبيان ما إذا كان لذلك أثر اقتصادي فعلي أم لا.

ووجد (أكيد) بعد الرّصد ما يلي:

1. لم يقم الإعلام بمساءلة الحكومة لماذا أصرّت على تثبت التوقيت الصيفي بالرغم من أن ربع الأردنيين فقط كانوا مؤيدين لذلك بحسب ما نقله الإعلام عن استطلاع مركز الدراسات الاسترتيجية، مقابل 75 بالمئة يؤيدون إما تناوب التوقيتين الصيفي والشتوي (بنسبة 61 بالمئة)، وإما تثبيت التوقيت الشتوي على مدار العام (14 بالمئة).

2. نقلت وسائل الإعلام عن الحكومة أنّ 60 بالمئة من دول العالم تعتمد توقيتًا ثابتًا، ولا تقوم بتغييره خلال العام.الإعلام لم يسلّط الضوء على تجربة هذه البلدان ليتبين ما إذا كانت تعتمد جميعها التوقيت الصيفي أم أن بعضها يعتمد أيضًا التوقيت الشتوي على مدار العام،  فضلًا عن فحص ما إذا كانت تجربتها مجديةاقتصاديًا إذا ما طُبقت في الحالة الأردنية.  

3. لم يولٍ الإعلام اهتمامًا لبحث مدى تأثير تثبيت التوقيت الصّيفي في أوقات معينة من السنة مثل شهر رمضانبحسب تغير الفصول، وكذلك لطلبة المدارس التي تُطبق نظام الفترتين.

4. نقلت وسائل الإعلام أن الحكومة استندت في قرار تثبيت التوقيت الصيفي إلى دراسات مستفيضة، لكن الإعلام لم يسعَ ليتبين ماهية هذه الدراسات، ولم يسائل الحكومة حول حقيقة الجدوى الاقتصادية من تطبيق هذا النظام على صعيد الإنتاجية، أو على صعيد ترشيد استهلاك الطاقة.