وسائل إعلام مدعوة لتجنّب ذكر جنسية الأجنبي المتهم بجريمة قتل  حتى لا تخلق خطاب كراهية

وسائل إعلام مدعوة لتجنّب ذكر جنسية الأجنبي المتهم بجريمة قتل حتى لا تخلق خطاب كراهية

  • 2022-11-22
  • 12

عمّان 22 تشرين الثّاني (أكيد)- سوسن أبو السُّندس-  وقعت عدة  وسائل إعلاميّة بخطأ مهنيّ بذكر جنسيّة عاملة منزل أجنبية اعتدت على سيدة أردنية وابنتها الثلاثينية بالطّعن، وما لبثت الابنة أن فارقت الحياة متأثرة بإصابتها. واستخدمت وسائل إعلام عنوان "إسناد تهمة القتل العمد والشروع به لخادمة....." وأخرى عنونت بـ "تهمتان للخادمة.... القاتلة في عمان"، في حين اكتفى  بيان الأمن العام بذكر أنّها من جنسيّة إفريقيّة، إلا أنّ وسائل إعلام قامت بتحديد جنسيتها بناءً على أقوال شهود عيان، الأمر الذي أثار مواقف البعض ضد هذه الجنسيّة، وتسبّب بإطلاق بعض رواد منصات التواصل الاجتماعي الأحكام وتعميمها ضد الجنسيّة المذكورة من جهة، وضد أفراد أسرة الضحية من جهة أخرى.

 مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، حذّر مرارًا من ارتكاب مخالفات كهذه، لما قد يُسهم ذلك بتكريس الصورة النمطيّة حول جنسيّة معينة، بالإضافة لاحتمال تعرُّض حمَلة الجنسيّة ذاتها لخطاب أو أفعال كراهية، في حين أنه من الممكن أن تُرتكَب هذه الجريمة من قبل أي شخص، هذا فضلًا عمّا قد يثيره ذلك من خوف وريبة في قلوب مستخدمي العاملات من هذه الجنسيّة.

وكان من الأولى بوسائل الإعلام المعنية، عوضًا عن ذكر جنسيّة الجانية، الالتفات إلى أهميّة الدعوة للتأهيل النّفسيّ للعاملة، مثله مثل التدريب المهنيّ، لتهيئة العاملة للعمل المطلوب منها في بلاد الاغتراب، وزيادة قدرتها على التعامل مع ثقافة جديدة، بالإضافة إلى أهمية التركيز على إعطاء عاملات المنازل حقوقهنّ.

وفي سياق آخر، لم تكن وسائل الأعلام المرصودة موفقة باستخدامها كلمة "الخادمة" في عنوان الخبر وفي المتن أيضًا. وبحسب معايير( أكيد) التي يستند إليها، فإنَّ لغة كتابة التقارير الصحافية، يتعيّن أن تبتعد عن استخدام كلمات مشحونة بإيحاءات معينة، والاستعاضة عنها بكلمة "عاملة منزل"عوضًا عن خادمة، حفاظًا على كرامة العاملين في هذا المجال.

وفي المقابل، رصد (أكيد) التزام عدة وسائل إعلامية بعدم ذكر جنسية عاملة المنزل المشار إليها، لكن هذه الوسائل استخدمت كلمة "الخادمة"، ما يشير إلى سيادة الثقافة التقليدية في وصف العاملات بهذه الكلمة حتى لدى بعض وسائل الإعلام، في حين أن ثقافة حقوق الإنسان تتطلب الانتقال إلى لغة أكثر تناغمًا مع كرامة الإنسان، أي إنسان.