43 شائعة في حزيران .. 21% منها تَمَحْوَرَتْ حول القطاع الاقتصاديّ

43 شائعة في حزيران .. 21% منها تَمَحْوَرَتْ حول القطاع الاقتصاديّ

  • 2020-06-30
  • 12

أكيد- آية الخوالدة – شهدت شائعات شهر حزيران انخفاضاً ملموساً مقارنة بشهريّ أيّار ونيسان، حيث سجَّل شهر حزيران 43 شائعة مقارنة بـ 51 شائعة في شهر أيّار و49 شائعة في شهر نيسان.

تنوّعت مواضيع الشائعات التي انتشرت خلال شهر حزيران، إذ تمحور الجزء الأكبر منها حول مواضيع اقتصاديّة وأَثَر فيروس "كورونا" المستجدّ على القطاعات الاقتصاديّة، كما ارتفعت في حزيران نسبة الشَّائعات المتعلّقة بالشُّؤون الأمنيّة، لكثرة المعلومات غير الصحيحة حول حَظْر التجوُّل ووقوع بعض الجرائم والحوادث.

لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي تتصدًر المشهد في نشر الشائعات وترويجِها، إذ بلغت في شهر أيّار 31 شائعة بنسبة 72 بالمئة، فيما روَّجَ الإعلامُ في شهر أيّار لـ 12 شائعة بنسبة 28 بالمئة.

 مصدر الإشاعة حسب الجهة

تناول الرَّصد عبر منهجيّة كميّة وكيفيّة، موضوعات الشائعات المنتشرة عبر المواقع الإخباريّة الإلكترونيّة، وشبكات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، وتبيّن أنّ حصّة المصادر الداخليّة، سواء منصّات تواصل أو مواقع إخباريّة، 39 شائعة من حجم الشَّائعات لشهر حزيران، وبنسبة بلغت 90.7 بالمئة، فيما صدرت 4 شائعات عن الجهات الخارجيّة بنسبة بلغت 9.3 بالمئة.

مصدر الشائعة حسب وسيلة النشر

تبيّن من خلال الرَّصد أنّ 31 شائعة كان مصدرها وسائل التواصل الاجتماعيّ وبنسبة 72 بالمئة، صدرت 30 منها من مِنصَّات التواصل المحلية بنسبة 97 بالمئة، فيما صدرت شائعة واحدة عن منصات تواصل لأردنيّين في الخارج وبنسبة 3 بالمئة.

وبلغ عدد الشائعات التي روّج لها الإعلام 12 شائعة وبنسبة بلغت 28 بالمئة، صدرت 9 شائعات منها عن وسائل الإعلام المحليّة بنسبة بلغت 75 بالمئة، فيما صدرت 3 شائعات عن وسائل إعلام عربيّة وإقليميّة بنسبة 25 بالمئة.

مضامين الشَّائعات

تساوت الشَّائعات التي تعلقت بالشَّأن العامّ والشَّأن الأمنيّ، إذ بلغ كلٌّ منها 8 شائعات بنسبة 18.6 في المئة لكلّ منها، فيما بلغ عدد الشَّائعات التي تناولت الشأن الاقتصادي النسبة الأعلى بواقع 9 شائعات بنسبة 21 بالمئة، فيما سجّل شهر حزيران 7 شائعات تعلّقت بالقطاع الصحيّ وبنسبة بلغت 16.2 بالمئة، بينما سجّلت الشائعات المتعلّقة بالقطاع السياسيّ 6 شائعات بنسبة 14 بالمئة، كما حصلت الشائعات حول الشأن الاجتماعيّ على النصيب الأقلّ حيث بلغ عددها 5 شائعات بنسبة 11.6 بالمئة.

انتقال الشائعات من التواصل الاجتماعي إلى الإعلام

انتقلت 3 شائعات خلال شهر حزيران من مواقع التَّواصل الاجتماعيّ إلى المواقع الإخباريّة وبنسبة بلغت 7 بالمئة، وهي نسبة مرتفعة بشكل طفيف مقارنة بشهر أيّار الماضي، حين انتقلت 3 شائعات من التواصل الاجتماعي إلى الإعلام وبنسبة بلغت 5.8 بالمئة.

نشرت مواقع إخبارية محليّة نقلاً عن موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، معلومات مفادها أنّ مرض "كورونا" غير معدٍ في حال عدم ظهور الأعراض، والتي أكّد وزير الصحة سعد جابر أنها أخبار غير دقيقة، موضحاً أنَّ منظمة الصحة العالمية ذكرت بعض الدراسات المحدودة التي اعتبرت المرض غير مُعدٍ في هذه الحالات، الإ أنَّها ما زالت تعتمد الدّراسات الأدق التي تفيد بأنّ المرض معدٍ حتى في حال عدم ظهور أعراض.  

كما نشرت وسائل إعلامية محليّة نقلاً عن مواقعَ التواصلِ الاجتماعيّ، نسخةً مُلغاة من كتاب رسمي حول إلغاء قرار مجلس الوزراء المتعلق بمنح خصومات وإلغاء غرامات على ضريبة الأبنية والأراضي والمعارف المتحققة عن السنة الحالية والسنوات السابقة، ورخص المهن، إذ أوضحت الجهات الحكومية أنَّ ما تمّ هو تعديل القرار من أجل التوسُّع في الخصومات الضريبيّة والإعفاءات على الغرامات.

أبرز الشائعات وفق موضوعاتها:

من أبرز الشائعات التي رصدها "أكيد"، وانتشرت بشكل واسع عبر المنصّات الاجتماعيّة والوسائل الإعلاميّة، وفقاً للموضوعات التي اعتمدها الرصد:

شائعات تتعلق بقضايا الشأن العام:

خصّص مرصد "أكيد" منذ بداية شهر "أيّار" تصنيفاً جديداً لمواضيع الشائعات التي تتعلق بقضايا تخصّ الشّأن العام، مثل القضايا المتعلقة بالتربية والتعليم، والتعليم العالي، والمتعلقة بالقطاع النقابيّ، والقرارات التي تخصّ الأعياد الرسميّة والوطنيّة.

ومن الشائعات التي انتشرت في بداية شهر حزيران ونهايته عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخباريّة وتعلّقت بقضايا تخصّ الشأن العام، إعادة فتح قاعات الأفراح، إذ تداولت العديد من منصّات التواصل الاجتماعي، نقلاً عن مواقع إخبارية، توصيةً من قبل لجنة الأوبئة بإعادة فتح قطاع صالات الأفراح ضمن شروط معينة، اعتباراً من الأوّل من شهر تموز المقبل، الأمر الذي نفته إدارة خلية الأزمة، مؤكّدة أنّ كلّ ما يتمّ تداوله غير صحيح.

ومن الشائعات التي انتشرت في نهاية شهر حزيران وتخصّ قطاع التعليم، الإعلان الذي تمّ تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول قرار الجامعة الأردنية إلغاء الفصل الصيفي للعام الدراسي الحالي، إذ أوضحت إدارة الجامعة أنَّ الخبر غير صحيح، وستباشر التحقق من مصدر الإعلان.

فيما نفى نقيب أصحاب المدراس الخاصة منذر الصُّوراني ما نشرته مواقع إخباريّة حول قرارها فرض رسوم إضافية من قبل المدارس الخاصة، اعتباراً من الفصل الدراسي القادم، فيما أوضح مدير إدارة التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم فايز المعاريف، أنّ الوزارة استلمت 47 طلباً من مدارس خاصّة لزيادة الرسوم الدراسيّة وتمّ رفضها جميعها لعدم استيفاء المتطلبات والشروط.

 

الشائعات المتعلّقة بالقطاع الصحي: تنوّعت الشَّائعات المتعلقة بفيروس "كورونا" المستجدّ وما تبعه من تداعيات وإجراءات في شهر حزيران، منها ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي حول إصابة كل من وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة ووزير الإدارة المحلية وليد المصري بفيروس "كورونا" المستجدّ، إذ أوضح العضايلة أن ما تم تداوله هو مقطع فيديو مُجتزأ من حديثه مع إحدى القنوات الفضائية، وتضمّنت هواجسه في حال انتقل إليه المرض، بينما نفت الحكومة إصابة وليد المصري بالفيروس، موضّحةً أنَّه تعرَّض لوعكةٍ صحيةٍ بسيطةٍ، اضطر على إثرها دخول إحدى المستشفيات الخاصّة وتلقِّى العلاج.

ومن المعلومات غير الصحيحة حول فيروس "كورونا" المستجدّ والتي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص "واتس اب"، ما نُشر على لسان منظمة الصحة العالمية حول إغلاق ملف فيروس "كورونا" وفتح كافة القطاعات، بعد الإعلان عن أنّ الفيروس عبارة عن مؤامرة بشريّة، فيما تداول آخرون معلومات حول أنّ الفيروس المستجد غير مُعدٍ. 

ومن الشائعات التي انتشرت مؤخراً عبر وسائل الإعلام المحليّة ونفاها وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة، وجود 24 نائباً من أعضاء مجلس النواب العراقي يتلقون العلاج في المستشفيات الأردنية جراء إصابتهم بفيروس "كورونا"، موضحاً أنه يوجد في الأردن عضو واحد من البرلمان العراقيّ يُعالَج من فيروس "كورونا"، وهو موجود منذ أيام.

الشائعات الاقتصاديّة: ومن أبرزها خلال شهر حزيران، ما تداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي ومِنصَّات التوظيف من إعلانات مفبركة، تدّعي وجود وظائف شاغرة من مختلف التخصصات في شركة البوتاس العربية، وتطلب من مستخدمي المواقع تعبئة بياناتهم لاستغلالها في أهداف مشبوهة، الأمر الذي نفته إدارة شركة البوتاس موضحة أنَّ لا علاقة لها على الإطلاق بهذه الإعلانات.

كما حذَّرت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي من روابط وهمية منتشرة عبر مواقع ومنصات اجتماعية، تدعو منتسبي الضمان إلى إدخال بياناتهم للحصول على مبالغ مالية من المؤسسة، مؤكدة أنَّ مثل هذه المعلومات تُنشر فقط على الموقع الرسميّ للمؤسسة.

بدورها نفت وزارة العمل ما يتمّ تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخباريّة بخصوص صدور قرار حكومي بإعادة رسوم تصاريح العمل للعمالة غير الأردنية في قطاع الزراعة وقطاع المخابز إلى ما كانت عليه سابقاً أي 520 ديناراً، إذ أوضح وزير العمل نضال البطاينة، في تصريح صحفي، أنَّ قرار مجلس الوزراء يتضمّن تمديد العمل بتخفيض الرسوم إلى 320 ديناراً حتى تاريخ الأوّل من تمّوز المقبل، ريثما تتمّ دراسة الموضوع بما ينظم سوق العمل، وقد يتمخض عن الدراسة إعادة الرسوم لما كانت عليه أي 520 ديناراً أو تمديد قرار تخفيض الرسوم إلى 320 ديناراً".

 

الشَّائعات السِّياسيّة: من الشائعات السياسيّة التي انتشرت خلال شهر حزيران، ما نشرته وسائل إعلام عربية حول وجود مدرعة عسكرية أردنية محترقة في مدينة ترهونة في ليبيا، الأمر الذي نفته الجهات الرسميّة موضحة أنَّها ادعاءات باطلة وأنّ الأردن ملتزم بالحظر الأممي على تصدير السّلاح إلى ليبيا.

كما نفت الحكومة ما تداولته وسائل إعلامية محلية حول إخفائها العدد "5635" من الجريدة الرسمية، والمتضمن تعديل نظام الخدمة المدنية رقم (46) لسنة 2020، موضحة أنه لا يمكن إخفاء أيّ عدد من الجريدة الرسمية كونها تُوزّع على جميع المشتركين بها ورقيّاً، وأنَّ ما حصل خطأ تقني نتيجة الضغط على الموقع الإلكتروني الخاص برئاسة الوزراء، إضافة إلى عمليّات التطوير التي تتمّ عليه حاليّاً، أدّت إلى عدم ظهور بعض المعلومات على الموقع.  

فيما طالت شائعات شهر حزيران عدداً من الشَّخصيات السياسيَّة، وتمحورت جميعها حول اتهامات بالتهرُّب الضريبيَ والفساد، وقيام كوادر هيئة النزاهة ومكافحة الفساد بمداهمة منزل رئيس وزراء أسبق، ممّا دفع بهذه الشخصيّات إلى نفي تلك الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم وعبر الوسائل الإعلاميّة المحليّة.

 

الشائعات الاجتماعيّة: ومن الشائعات التي انتشرت خلال شهر حزيران، ونفتها الحكومة ملاحقة طفل يبلغ من العمر 6 سنوات بتهمة التهرب الضريبي ونشر إعلان قضائي في إحدى الصحف اليومية لمطالبته بالمثول أمام القضاء، حيث أوضحت المصادر الحكوميّة أنّ الملاحَقة تعود لإحدى الشركات التي مضى على تأسيسها 6 سنوات، والإعلان القضائي المنشور ذكر عمر الشركة التأسيسيّ لا عمر صاحبها.


فيما أوضح الفلكي الأردني عماد مجاهد حقيقة الصورة التي تداولها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي من محافظة العقبة على أنها جسم غريب ومضيء ظهر في سماء العقبة، مبيّناً أنَّ الجسم هو كوكب المشتري العملاق وليس جسماً غريباً، وهو أضخم كوكب في المجموعة الشمسية لذلك يظهر على شكل نجم لامع في السماء، ويظنه البعض طائرة أو جسما فضائياً غريباً بسبب لمعانه الواضح في السماء.

نشرت وسائل إعلاميّة محليّة معلومات حول وجود 44 حدثاً في دور الأحداث على حساب قضايا مخالفات أوامر الدفاع، الأمر الذي نفاه الناطق الإعلامي باسم المجلس القضائي القاضي علي المصري، مؤكداً أنّ البيانات الإحصائية لدى جميع المحاكم تشير إلى عدم وجود أي موقوف من فئة الأحداث في دور الرعاية على حساب هذا النوع من القضايا.

الشائعات الأمنيّة: نفت الجهات الأمنيّة عدّة شائعات خلال شهر حزيران، من أبرزها ما تعلقت بحظر التّجوال، إذ أساءت بعض المواقع الإخباريّة المحليّة تفسير تصريح مدير عمليّات خلية أزمة كورونا العميد الركن مازن الفراية "بأن لا حظر شاملا يوم الجمعة الخامس من حزيران"، حيث أوضح الفراية للوسائل الإعلامية أنه سيسمح فقط بأداء صلاة الجمعة خلال ساعات محدّدة والذهاب مشياً على الأقدام.

كما نشرت العديد من الوسائل الإعلاميّة المحليّة في بداية شهر حزيران عن حزمة من القرارات الإيجابية التي ستعلن عنها الحكومة بخصوص ساعات حظر التجول وعودة القطاعات الاقتصادية إلى الحياة، ولم يصدر من الحكومة أيٌّ من هذه القرارات.

من الشائعات التي نفتها الجهات الأمنيّة وتعلّقت بالجرائم والاعتداءات، ما تداوله ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي، حول وقوع جريمة قتل في مدينة إربد راح ضحيتها شاب وفتاة، الأمر الذي نفته الجهات الأمنية موضحة أنه لم ترد أيّة معلومات للأمن العام حول وقوع تلك الجريمة.

كما نفى مصدر أمنيّ ما تمّ تداوله عبر المنصّات الاجتماعية حول العثور على جثتين لفتاتين في مواقف كلية المجتمع العربي مقابل الجامعة الأردنية، وأوضح المصدر أنَّ الأمن العام لم يتلقَّ أيَّة بلاغات حول وجود جثث في ذلك اليوم.

ويرى مرصد "أكيد" أنّ القاعدة الأساسيّة في التعامل مع المحتوى الذي يُنتجه مستخدمو التواصل الاجتماعيّ هي عدم إعادة النشر إلا في حال التحقّق من مصدر موثوق، وأنّ الاعتماد على مستخدمي التواصل الاجتماعيّ كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقّة هذه المعلومات من عدمها يتسبّب في نشر الكثير من الأخبار غير الصحيحة وبالتالي ترويج الشائعات.

من هنا اعتمد رصد "أكيد" على تحديد الشائعات الواضحة بأنّها غير صحيحة، أو تلك الأخبار التي ثبت عدم صحّتها بعد نشرها خلال الأيّام التي تلت النشر.

وطوّر "أكيد" مجموعة من المبادئ الأساسيّة للتحقّق من المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون، وبصرف النظر عن نوع المحتوى، إن كان مرئيّاً، أو مكتوباً، أو حتى مسموعاً، والتي توضّح ضرورة طرح مجموعة من الأسئلة قبل اتخاذ قرار نشر المحتوى المنتَج.

يُذكَر أنّ "أكيد" قام بتطوير منهجيّة لرصد الشائعات، حيث تمّ تعريف الشائعة بأنّها "المعلومات غير الصحيحة، المرتبطة بشأن عام أردني، أو بمصالح أردنيّة، والتي وصلت إلى أكثر من (5) آلاف شخص تقريباً، عبر وسائل الإعلام الرقميّ".

وعادة ما تزدهر الشائعات في الظروف غير الطبيعيّة، مثل أوقات الأزمات، والحروب، والكوارث الطبيعيّة.. وغيرها، ولكن هذا لا يعني "عدم انتشارها" في الظروف العاديّة، ومن المعروف أنّ الشائعات تُروّج بشكلٍ ملحوظ في بيئات اجتماعيّة، وسياسيّة، وثقافيّة دون أخرى، ويعتمد انتشارها على مستوى غموضها، وحجم تأثير موضوعها.