"الحُمَّى القلاعيّة" ..تضارب في المعلومات والإعلام يغيب  عن التوعية

"الحُمَّى القلاعيّة" ..تضارب في المعلومات والإعلام يغيب عن التوعية

  • 2022-01-01
  • 12

أكيد- أفنان الماضي- انتشر محتوى معلوماتي إخباري يشير إلى نفوق أعدادٍ من رؤوس الأغنام والأبقار في بعض المدن  الأردنية من بينها سحاب والمفرق وغيرها، واحتمالية ظهور مرض "الحمى القلاعية" والذي بدأ بالانتشار في دول مجاورة مثل فلسطين.

ونشرت وسائل إعلام مواد إخبارية حملت تضاربا في المعلومات، أو نقصا فيها، بحيث لم تجب عن تساؤل المواطن أو المزارع حول حقيقة وجود المرض بين المواشي محليًا أو نسبة انتشاره أو بؤره، أو كيفية التصدي لهذا الانتشار.
وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) عددًا من المواد الإخبارية المتعلقة بقضية الحمى القلاعية، وتبيّن أن وسائل إعلام نشرت
نفي الجهات الرسمية لوجود مرض الحمى القلاعية ، بينما نشرت في مواد أخرى تصريحات لبعض المسؤولين تؤكد وجودها. وفيما نفت الجهات الرسمية وجود المرض أو عدم صدور نتائج التحاليل للمواشي النافقة، أو ركزت على تصحيح عدد الرؤوس النافقة بدلاً من توضيح سبب النفوق، أو هوّنت منه على أقل تقدير، وجاء القرار الروسي بوقف استيراد المواشي من الأردن لوجود الحمى القلاعية مفاجئًا، فيما يقابل ذلك القرار  نفيٌ محلي لاستيراد المواشي من روسيا، مع عدم نفي وجود المرض، بل تأكيد على إبلاغ منظمة الصحة الحيوانية العالمية عن وجود إصابات محلية.

وقامت وسائل إعلام بنشر أخبار حول حملات التطعيم ضد المرض دون الإتيان على أي تفاصيل أو معلومات حول واقع المرض وانتشاره.
ورغم أنَّ مرض الحمى القلاعية لا يعدّ مشتركًا مع الإنسان ولا يوجد احتمالية انتقاله إليه، إلا أنَّ التوعية غابت على صعيد توضيح بؤر انتشاره وأماكنها ليتخذ المزارعون إجراءات الوقاية اللازمة، مع ضرورة إيقاف التبادل أو التقارب بين قطعان المواشي المختلفة في المنطقة الواحدة أو المناطق المختلفة في المملكة لإيقاف انتشار المرض والسيطرة عليه، حفاظاً على الثروة الحيوانية محليًا وحرصًا على مصدر الرزق لعدد كبير من المواطنين.
ويرى (أكيد) أن عدم تقديم الإعلام لمعلومات دقيقة تفصيلية لا ينسجم مع مهمة الإعلام في توعية المجتمع والمساهمة في حل المشكلات الطارئة اقتصادياً أو سياسياً أو غيرها، ويرى بأن الحرص على سمعة المنتج المحلي إقليمياً أو دولياً لا تبرر للإعلام عدم كشف ما خفي من معلومات تهم فئة في المجتمع، مع اعتبار الإعلام مصدراً رئيسياً للمعلومة الموثوقة، وذلك عبر التحقق والاستقصاء عن الحقائق والتفاصيل التي يصعب على المواطن العادي الوصول لها. كما يرى (أكيد) بأن التستر على المعلومات الصغيرة قد تضخّم من حجم القضية وتحويلها من أمر بسيط عابر إلى قضية تثار حولها علامات الاستفهام، فالوضوح والشفافية وتكامل المعلومات، هي مبادئ أساسية في الصحافة الإخبارية.
ولم يرصد (أكيد) عددًا كافياً من التقارير الميدانية، أو المقابلات مع أصحاب الشأن من المزارعين، أو الأطباء البيطريين، ولم يجد (أكيد) كذلك عدداً كافياً من التقارير الإعلامية التوعوية تحت مظلة الإعلام الزراعي أو الصحي التي تقدم إرشادات من مختصين، توجّه المزارعين للأسلوب الأمثل الواجب اتباعه للحفاظ على عدم انتشار العدوى من البؤر المسجلة حالياً إلى بؤر جديدة، أو توضيح كيفية التعامل مع الحالات المصابة، وأعراضها، إضافة لتوضيح حقيقة المرض، من حيث انتقاله للبشر من عدمه، أو تأثير تناول اللحوم المصابة أو غيرها.