الملك يرفض خطَّة تهجير الفلسطينيين.. وسائل إعلام تقع في تَّرجمة غير مهنية ومراسلوها يغيبون عن موقع الحدث

الملك يرفض خطَّة تهجير الفلسطينيين.. وسائل إعلام تقع في تَّرجمة غير مهنية ومراسلوها يغيبون عن موقع الحدث

  • 2025-02-12
  • 12

عمَّان 12 شُباط (أكيد)- نشرت وسائل إعلام أجنبية أمريكية وبريطانية الترجمة الحرفية الحقيقية لحديث جلالة الملك عبد الله الثَّاني، لدى لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وقالت إنَّ الملك رفض خطَّة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزَّة، وأنَّه يضع مصلحة الأردن فوق كل اعتبار، وأنَّ هناك ردًّا عربيًا على ذلك، بيدَ أنَّ وسائل إعلام عربية وحسابات مشتركين على منصَّات التواصل الاجتماعي نقلوا كلمات عن الملك غير دقيقة تسبَّبت بتغيير كبير في المعنى استثمرها كثيرون في تجييش الرأي العام ضدَّ الأردن وبث خطاب كراهية كبير لا يخدم القضية التي لا تعني الأردن وحده.

ووقعت وسائل إعلام محلية بخطأ النقل، ومنها من لم يستمع لحديث الملك باللغة الإنجليزية، ما جعلها تغيب عن نقل الحديث الدقيق للملك، بينما قدمت وسائل إعلام أمريكية عناوين عريضة تؤكد أن الملك عبد الله الثاني يرفض مقترح التهجير الذي قدَّمه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ومن بين هذه العناوين عنوان كل من نيويورك تايمز والغارديان:

https://www.nytimes.com/2025/02/11/us/politics/trump-jordan-gaza.html

https://www.theguardian.com/us-news/2025/feb/11/trump-jordan-egypt-palestinians

بينما قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تغطيتها للقاء جلالة الملك مع ترمب وباللغة الانجليزي  إنَّ الملك عبد الله لم يُذعن لطلب ترمب باستقبال سكان قطاع غزَّة:

The Jordanian king tried hard not to be pulled into the discussion, wary of alienating a U.S. leader who greenlights at least $1.5 billion in aid for Jordan every year. But with the eyes of his own nation upon him, Abdullah also could not acquiesce to Trump’s demand to take in Gazans

  وهذا رابط التغطية الصحفية للواشنطن بوست:

https://www.washingtonpost.com/politics/2025/02/11/trump-jordan-gaza/

وقامت حسابات مشتركين على منصَّات التَّواصل الاجتماعي ومن بينها حسابات لإعلاميين بوسائل إعلام واسعة الانتشار بكتابة منشورات بعيدة عن الحقيقة والدقة والنقل ومخالفة لأخلاقيات العمل الصحفي وأدبياته، واستطاع أصحاب هذه الحسابات من اكتساب شعبية زائفة على حساب المهنية ونبل الرسالة الإعلامية، ورغم أنَّ كثيرًا من التعليقات على منشوراتهم كتبت لهم ما تحدث به الملك والموقف الأردني ووضع رابط الحديث باللغة الانجليزية دون ترجمة غير دقيقة إلا أنَّ ذلك لم يكن كافيًا لتصحيح منشورهم رغم أنَّ المعلومات لا تخدم القضية وتزيد من انقسام الرأي العام أمام قضية مصيرية إسمها فلسطين.

ورغم أنَّ عددًا ممن حضروا الاجتماع نقلوا التفاصيل الدقيقة إلا أن موجة نقل الأخبار الزائفة استمر بطريقة ممنهجة وبمنشورات عديدة وكأنهم يعملون على التغطية على الأخبار الدقيقة لأهداف لا تخدم الموقف الداعم لمنع تهجير وتصفية القضية الفلسطينية.

وفور انتهاء اجتماع الملك عبد الله مع دونالد ترمب، نشر الملك سلسلة من التغريدات التي تؤكد حديثه السابق خلال الاجتماع مع الرئيس الأمريكي وبعده، برفض التهجير وأن مصلحة الأردن هي أولوية، ثم تحدث وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي لوسائل إعلام محلية بأن موقف الأردن ثابت ولم يتغير ورفض تهجير الفلسطينيين.

ويرى (أكيد) أنَّ غياب مراسل لوسائل الإعلام المحلية في البيت الأبيض أسهم في غياب النقل السليم والحرفي لحديث جلالة الملك، وكان بإمكان هذه الوسائل الاعتماد على المقطع الأصلي دون ترجمة، وترجمته بدقة وحرفية بحيث لا تكون وسيلة الإعلام معتمدة على مترجمين أو وسائل إعلام أخرى، وذلك من أجل حماية الرأي العام من أي سياسات تحريرية تنتظر نشر معلومات غير دقيقة، سواء بشكل مقصود أو غير مقصود.

وتخضع الترجمة الفورية لدى وسائل الإعلام لأخلاقيات المهنة وضرورة أن يكون النقل دقيقًا كما هو في الواقع، بحيث لا يتم تزييف الحديث ونقله على غير حقيقته وإدخال الرَّأي العام بفوضى المعلومات واضطرابها، وهو ما يخلّ بنزاهة ومصداقية الوسيلة الإعلامية التي قامت بنقل هذه الترجمة.

ويضع (أكيد) رابط حديث الملك مع دونالد ترمب دون ترجمة:

https://youtu.be/LRtN5l02X2c?si=N3KkiyJK1cohWbvY&t=20

ويرى (أكيد) أنَّ من الضروري على وسائل الإعلام أن تكون حذرة جدًا في نقل التصريحات الصحفية عن المسؤولين في القضايا كافة، حيث إنَّ عدم الالتزام بمثل هذه التغطية المهنية الأخلاقية يتسبب في بناء رأي عام خاطئ، ويضرب نزاهة وسائل الإعلام ومصداقيتها.