اليوم العالمي لحرية الصحافة.. غزّة في صدارة المشهد الإعلامي

اليوم العالمي لحرية الصحافة.. غزّة في صدارة المشهد الإعلامي

  • 2025-05-11
  • 12

عمّان 9 أيار (أكيد)- عُلا القارصلي- بناءً على توصية من المؤتمر العام لليونسكو، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتّحدة في كانون الأول من عام 1993، يوم الثالث من أيار ليكون اليوم العالمي لحرية الصّحافة، احتفاءً بالذكرى السنوية لإعلان "ويندهوك" عن تعزيز صحافة أفريقية مستقلّة وقائمة على التّعددية. ومنذ ذلك الحين، يُحيي العالم هذه المناسبة سنويًا لتجديد الالتزام بحرية الصّحافة وحقوق الصّحفيّين، ولتسليط الضّوء على التّحديات المستمرّة التي تواجه العاملين في قطاع الإعلام حول العالم.

اختارت منظّمة اليونسكو موضوع "حرية التعبير في مواجهة ثورة الذّكاء الاصطناعي" شعارًا لهذا العام، في ظل ما يشهده المشهد الإعلامي من تحوّل جذري نتيجة التّطورات المتسارعة في مجال الذّكاء الاصطناعي. إذ يحمل هذا التحوّل فرصًا واعدة للابتكار في إنتاج الأخبار واستهلاكها، إلى جانب مخاطر جدّية قد تؤثّر على أخلاقيات المهنة واستقلالية المؤسسات الإعلامية. وحذّرت اليونسكو من أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي لا ينبغي أن يُعدّ بديلًا للصّحافة التّقليدية، ما لم يكن خاضعًا لإشراف بشري مباشر.[1]

تناولت وسائل الإعلام العالمية والعربية والأردنية تأثير الذّكاء الاصطناعي على حرية الصّحافة، مسلّطة الضّوء على قدرته على دعم الصّحفيّين في الوصول إلى المعلومات بسرعة، وتحسين أدوات التّحقّق من الأخبار، إلا أنّها نبّهت أيضًا إلى التحديات التي قد تنجم عنه، مثل التّضليل المعلوماتي، والتحيّز الخوارزمي، والتّأثير على حرية التّعبير.

وسائل الإعلام العالمية ركّزت في تغطياتها على التّهديدات الرّقمية وأكثرها استمرارًا للصّحافة؛ وعلى الارتفاع غير المقيّد إلى حد كبير لبرامج التجسّس، والهجمات المستمرة على التّشفير، وزيادة التّضليل والإساءة على المنصّات عبر الإنترنت، وتفعيل قوانين الجرائم الإلكترونية لتشديد الرّقابة على عمل الصّحفيّين والمدافعين عن حقوق الإنسان.[2]

وفي مشهد يعكس روح التّضامن العربي، استغلّ الإعلام العربي والأردني مناسبة اليوم العالمي لحرّية الصّحافة لتسليط الضّوء على الاستهداف المنهجي والمتواصل للطواقم الإعلامية في قطاع غزّة، منذ بدء حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، حيث تم توثيق استشهاد 211 صحفيًا فلسطينيًا، من بينهم 13 صحفيّة، في حصيلة وُصفت بأنها الأعلى عالميًا منذ بدء توثيق جرائم قتل الصّحفيّين في عام 1992، وفق تقارير رسمية وحقوقية فلسطينية.[3]

وبهذه المناسبة، حظيت التّغطية الإعلامية الفلسطينية بإشادة واسعة ، حيث برزت شجاعة الصّحفيّين الفلسطينيّين في غزّة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلّة وقدرتهم على مواصلة أداء رسالتهم الإعلامية، رغم الظّروف الكارثية والمخاطر اليومية التي تواجههم.

والجدير بالذكر أن هذا العام هو العام الثاني على التوالي الذي تفرض فيه غزّة حضورها على المشهد الإعلامي، إذ لم تكن العام الماضي محور التّغطيات الإعلامية فحسب، بل منحت اليونسكو جائزتها العالمية لحرية الصحافة لعام 2024 "غييرمو كانو"، وهي جائزة سنوية تُمنح بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، منحتها إلى جميع الصّحفيّين الفلسطينيّين الذين يغطّون أحداث غزّة، بناءً على توصية هيئة تحكيم دولية مؤلّفة من مهنيّين عاملين في مجال الإعلام، وقد أعرب رئيس هيئة التّحكيم عن التّضامن والتّقدير للصّحفيّين الفلسطينيّين وشجاعتهم.[4]