"أسلوب جيبلي" .. تحوّل بصري ذكي يضع الإعلام أمام مسؤولية تفسيرية

"أسلوب جيبلي" .. تحوّل بصري ذكي يضع الإعلام أمام مسؤولية تفسيرية

  • 2025-04-16
  • 12

عمّان 16 نيسان (أكيد)- سوسن أبو السُّندس-

"حَوِّلْ هذه الصّورة إلى أسلوب جيبلي".

إنّه طلب بسيط، لكنّه يعكس تحوّلًا جوهريًّا في علاقة المستخدم مع أدوات الذّكاء الاصطناعي. لقد تجاوز عدد الصّور المُعدّلة أكثر من 700 مليون صورة خلال أسبوع واحد فقط، ما يشير إلى تزايد حجم الاستخدام والانتشار لأدوات الذّكاء الاصطناعي، إلا أن هذا الزخم الرّقْمي ترافق مع أسئلة جوهرية حول الخصوصية والملكية الفكرية والبيانات المرافقة للصّورة مثل بيانات الموقع الجعرافي الخاصّة بالصّورة ومعلومات الجهاز المستخدم.[1]

يشير مرصد مصداقية الإعلام الأرني (أكيد) إلى أنه رغم الْتِفات بعض وسائل الإعلام إلى هذه الظاهرة، إلا أن الجمهور ما زال بحاجة إلى الاطّلاع على تغطية تفسيرية متخصّصة في الحقوق الرّقْمية، توضّح للمستخدمين ما يحدث لصورهم قبل التعديل وبعده، وما إذا كان من الممكن أن تُستخدم لاحقًا في تدريب نماذج الذّكاء الاصطناعي دون علمهم أو موافقتهم.

وفي ذلك السياق، توضّح سياسة الخصوصية الرّسمية لشركة OpenAI أن الصّور التي تُرفع عبر تطبيق ChatGPT تُستخدم فقط لتنفيذ طلب المستخدم في الجلسة نفسها، وقد يتمّ الاحتفاظ مؤقتًا ببعض الصور والمحادثات لمراجعتها من قِبل فرق الأمان، بهدف منع إساءة الاستخدام وتحسين جودة الخدمة. وعلى ذلك، لا بدّ من رفع الوعي حول نوعية الصّور المرفوعة، وتجنّب مشاركة الصّور الحسّاسة أو التي تحتوي على تفاصيل خاصّة.[2]

على صعيد آخر، أثار التّوسع في استخدام أدوات الذّكاء الاصطناعي لتوليد الصّور الفنيّة ردود فعل غاضبة من قبل العديد من الفنّانين الرقميّين، حيث رُفعت دعاوى قضائية  في عام 2023 ضد شركة OpenAI، المطوّرة لتطبيق ChatGPT، متّهمين إياها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية واستخدام أعمالهم دون إذن منهم. وعليه بات من الضّروري أن تسلّط وسائل الإعلام الضّوء على  الحاجة إلى أطر قانونية واضحة تنظّم استخدام هذه التّقنيّات وتحمي حقوق المبدعين.[3]

في بداية شهر نيسان 2025، دافع سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن استخدام أدوات الذّكاء الاصطناعي في توليد الصّور بأسلوب "جيبلي"، مؤكدًا أنها تسهم في "ديمقراطية الإبداع" من خلال تمكين المزيد من الأشخاص من التعبير عن أنفسهم بطرق جديدة. وأشار إلى أنّ هذه الأدوات لا تهدف إلى استبدال الفنّ البشري، بل إلى توسيع نطاق المشاركة الإبداعية. كما قارن التًحول الحالي بالانتقال السابق من الرّسم اليدوي إلى استخدام أدوات مثل Photoshop، موضحًا أن الفنّانين سيجدون طرقًا لدمج الذّكاء الاصطناعي في أعمالهم.​[3]

قد تكون أدوات مثل "حوّل هذه الصورة إلى أسلوب جيبلي"، قد فتحت أبوابًا جديدة للإبداع البصري، لكنّها في الوقت ذاته رفعت من سقف المسؤولية الملقاة على عاتق الإعلام، في توجيه النّقاش نحو الأبعاد الحقوقية، والأخلاقية، والثّقافية، وتشكيل وعي رقْمي يواكب حجم التّحوّل الذي نعيشه. فمنْ يملك الصّورة المعدّلة؟ ومنْ يروي الحكاية؟ وهل يظلّ المستخدم مجرد مستهلك للنّتائج، أم يصبح جزءًا من معادلةٍ لا يدرك أبعادها بالكامل؟