عمَّان 27 آذار (أكيد)- فتحت وسائل إعلام محلية بواباتها؛ لعرض عدد من الدراما الرَّمضانية وفي أوقات مختلفة، دون أن تُحدِّد المحتوى الضَّار الذي تحتوي عليه لجمهور المتلقين، فلم تضع إشارة بداية لهذه الدراما بأنَّها غير مناسبة وتحتوي على مشاهد خادشة، وألفاظ نابية وتفاصيل قاسية، وجريمة غير مناسبة لعدد من فئات جمهور المتلقّين.
على مدار 27 يومًا تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، المحتوى الذي عرضته وسائل إعلام محلية للدراما الرمضانية بدءًا من الأول من شهر آذار وحتى اليوم 27 منه، وتبيّن أنَّ وسائل الإعلام التي قرَّرت نشر عدد من المسلسلات الدرامية على شاشاتها لم تقم بوضع تحذير في بداية كل حلقة يشير إلى أنَّ هناك مشاهد عُنف وقسوة وجريمة، وألفاظ غير مناسبة لفئات عمرية محدّدة، فضلًا عن وجود إيحاءات جنسية وإباحية ضارّة بفئة الأطفال، وهي غير مناسبة لهم في أعمار مختلفة.
ووجد (أكيد) أنَّ وسائل الإعلام التي عرضت هذا النَّوع من الدراما الرَّمضانية كان عليها أن تراعي المبادئ المهنية لمهنة الصحافة والإعلام والتي تُشير إلى حماية المجتمع من المحتوى الضَّار، وحماية الأطفال من الإيحاءات الجنسية والإباحية الضَّارة، ووضع تحذيرات تشير إلى الفئة المناسبة لحضور الأعمال الدرامية، وكتابة تحذير في بداية كل حلقة بأنَّ هذه الحلقة أو تلك تشتمل على محتوى غير مناسب للأطفال أو غيرهم من فئات جمهور المتلقين.
لم تتوقّف مخالفات عرض الدراما الرمضانية على وسائل الإعلام المحلية، بل قامت حسابات مشتركين على منصَّات التواصل الاجتماعي حتى تيك توك المحظور في الأردن، ببثّ مقاطع مجتزأة من أعمال درامية تُنشر على وسائل إعلام خارجية، وهي مشفَّرة تحتاج إلى اشتراك لحضورها، وحملت هذه المقاطع المجتزأة كثيرًا من المخالفات الصريحة والانتهاكات الأدبية للمجتمع وخصوصيته.
وتبيّن لـ (أكيد) غياب شبه تامّ لمعالجة هذا الخلل في التّغطيات في بقية وسائل الإعلام، وتقديم التّوعية المناسبة، واستضافة الخبراء المعنييّن بهذه الدراما، وكيفية عرضها وتقديم رسالتها، دون أن يكون هناك ضرر كبير على جمهور المتلقين.
ويشير (أكيد) إلى ما يلي:
أولًا: يتعيّن على وسائل الإعلام كافة، وضع مراقب للمحتوى الإعلامي قبل وخلال وبعد عرض الدراما لحماية جمهور المتلقين أولًا، وللحفاظ على المبادئ المهنية لمهنة الصحافة والإعلام.
ثانيًا: يجب على وسائل الإعلام أن تضع رسائل تحذيريّة للمحتوى الذي تعرضه تتضمن تحذير جمهور المتلقين من وجود محتوى ضار او غير مناسب أو جريمة في العمل الذي يكون غير مناسب للأطفال أو الفئات العمرية الصغيرة.
ثالثًا: إنَّ العمل الدرامي يحمل رسالة من واقع المجتمع، ولذلك فإنَّ الأعمال الدرامية التي رصدها (أكيد) كانت تركّز على الخيانة الزّوجية والعلاقات المحرّمة رغم وجود كثير من القضايا المجتمعية التي تستحق أن تُعالج دراميًا لخدمة المجتمع، مثل قصص النّجاح الإيجابية في المجتمع، والتي تستحق أن تسترشد بها الأجيال.
رابعًا: لم يرصد (أكيد) أيَّ وسيلة إعلام محلية تقدِّم هذه الأعمال وغيرها لفئة الأشخاص ذوي الإعاقة بلغتهم التي تساعدهم على حضور هذه الدراما، لذا فإنَّ (أكيد) يوصي بضرورة الانتباه لهم وتقديم ما أمكن من حلول.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني