تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التغطية الإعلامية التي رافقت حوادث دهس، وكان "الباص السريع" طرفاً فيها، فوجد أنها اقترنت بإصدار أحكام مسبقة من قِبل وسائل الإعلام، وبعض السخرية من قِبل وسائل التواصل الاجتماعي.
ورصد (أكيد) الحوادث التي تعرض لها الباص السريع، فتبين أنها تصل إلى ثلاثة حوادث دهس أسفرت عن وفاة واحدة و6 إصابات، وتواصل (أكيد) مع المتحدث الرسمي لأمانة عمان الكبرى ناصر الرحامنة الذي أكد على "وجود إشارات تحذيرية وإرشادية لمسرب الباص السريع، لكن عدم التزام البعض أدى إلى هذه الحوادث".
ولاحظ (أكيد) بعض التغطيات المشابهة للحدث نفسه، حيث حملت بعض المواقع عناوين مثل:
الباص السريع يدهس مواطنًا في شارع الجامعة.
ويرى (أكيد) أن التغطية الإعلامية للباص السريع من بداية إنشائه اتّسمت بطابع السَّلبية. ومنذ انطلاقه في بعض شوارع عمّان، تعرض الباص السريع إلى انتقادات عدة، بعدما دهس رجلاً في اليوم الأول له، تصدر على أثرها "التريند" على مواقع التواصل الاجتماعي. وتداول مغرّدون صورًا لإحدى حافلات الباص السريع لا يمكنها مواصلة السير في المسار المخصص لها بسبب تكدس السيارات عليه. كما انتقد آخرون سرعته البطيئة جداً، رغم أن اسمه "الباص السريع"، معربين عن خيبة أملهم من طول الانتظار من "المشروع الفاشل" كما وصفوه. وعلى النقيض أشاد آخرون بالمشروع، من حيث سهولة استخدامه وسرعة مروره.
تعود فكرة مشروع الباص السريع إلى عام 2009، وقد وُضع حجر الأساس له في عام 2010. لكن التنفيذ تأخر 11 عامًا بعد توقفه مدة طويلة، وكانت الحكومة الأردنية قد أقرّت المشروع على أمل تخفيف أزمة ازدحام السيارات في العاصمة.
وعلى الرغم من مواكبة وسائل الإعلام لحوادث الدهس بسبب الباص السريع إلا أنها مرت مرور الكرام دون تحديد لعدد الحالات منذ تدشين أولى رحلاته. كما غاب عنها إعداد تقارير توعويّة للمواطنين حول كيفيّة التعامل مع المسارات المخصصة له.
لاحظ (أكيد) عدم وجود أيَّ تغطيات معمَّقة في وسائل الإعلام تتحدث عن قضية حوادث الباص السريع والتوعية لها، وغابت التغطيات الموسعة بشكل كبير من المحتوى الإخباري في الوسائل المحدَّدة لغايات الرَّصد.
ويشير (أكيد) إلى أنَّ وسائل الإعلام تستطيع تقديم محتوى مهني وذي فائدة لجمهور المتلقين إذا لم تكتف بالأخبار الأولية، وتابعت الأحداث وتداعياتها، ونشرت تقارير موسعة بهذا الشأن.
ويقترح (أكيد) أن تقوم وسائل الإعلام بإعداد فيديوهات رقميّة لا تتجاوز مدتها الـ 30 ثانية، تتضمّن عددًا من تلك النصائح وتقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تحقيق الوصول المطلوب للمتابع، لتحقيق مبدأ المصلحة العامة في التغطيات الصحفية.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني