أكيد – مجدي القسوس – ارتكبت وسائل إعلام محليّة مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة خلال تغطياتها لأزمة فيروس "كورونا" المستجدّ، ومن أبرز تلك المخالفات: عدم الدقة في نقل الخبر، المبالغة والتهويل، ونشر ما لا يحقق الرسالة المهنيّة للصحافة، ولا يحمل أيّة قيمة خبريّة.

ورصد "أكيد" تغطيات وسائل إعلام محليّة لمواد حول "كورونا" تناولتها في تغطياتها، خلال النِّصف الأوّل من شهر نيسان 2020.

أولى المخالفات المهنيّة التي ارتكبتها وسائل الإعلام التي تمّ رصدها كانت عدم الدقة ونقل المعلومة بشكل خاطئ، إذ  نقلت خبر تقاعد أحد المسؤولين على أنّه استقالة، وتبيّن بعدها أنَّه بلغ السِّن القانونيّة وتمت إحالته على التقاعد، ولم يرد في نصّ القرار أنه استقالة.

ونقلت إذاعة محليّة مادّة مصوَّرة مجتزأة من أحد برامجها، ووسائل إعلام مقروءة، دون التأكّد من صحّتها وتجهيل مصدرها، إذ تضمَّنت المادة خطاب كراهية تجاه شعوب أخرى، ونشر معلومات غير دقيقة.

وأوردت قناة تلفزيونيّة مؤخّراً عنواناً في شريطها الإخباريّ، وصفحتها على موقع التواصل الاجتماعيّ "فيسبوك"، حول ظهور إصابة بفيروس "كورونا" في محافظة الكرك، وهو ما تبيَّن عدم صحّته، لتقوم القناة بحذف الخبر لاحقاً ونفي ظهور أيّة إصابة في المحافظة عينها.

ونشرت وسائل إعلام محليّة "دراسة" لـ "السيناريو المرجح" للبدء بالسَّماح لعدد من القطاعات باستئناف أعمالها وعودة الحياة إلى طبيعتها، بعد السيطرة على تفشّي فيروس "كورونا" المستجدّ، وهو ما ثبت لـ"أكيد" عدم دقّته.

أما على صعيد نشر الصور والمقاطع المصوّرة "فيديو"، فقد نشرت مواقع إخبارية محليّة فيديو لسقوط عاملة منزل "حاولت الهروب" من ارتفاع عالٍ في العاصمة عمان، مُرتكبة بذلك عدّة مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة.

كما نشر موقع إخباريّ محلّيّ، نقلاً عن وسيلة إعلاميّة عربيّة، خبراً حول حادثة "هتك عرض طفلة من قبل والدها"، مُرتكباً عدّة مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة؛ أبرزها  ذكر جنسيّة المُتهم في العنوان.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي "واتساب" و "فيسبوك" قصّة عشرينيّة قامت بوضع لعابها على مقابض عدد من السيّارات والأسطح الصلبة في مدينة إربد، وربطتها باحتماليّة إصابتها بفيروس "كورونا"، مرتكبة مخالفة أخلاقيّة متمثّلة بتداول اسم "المريضة"، دون مراعاة للمادة 11 من ميثاق الشرف الصحفي التي تُلزم الصحفيّين باحترام سمعة الأسر، والأفراد، وسريّة الأمور الخاصة بالمواطنين، وتجنُّب ذكر أقارب أو أصدقاء الأشخاص المدانين، أو المتّهمين بجريمة دون موافقة أيّ منهم.

ويُذكّر "أكيد" بالمعايير المهنيّة والأخلاقيّة للتحقق من مصداقيّة التغطية الصحفيّة، والتي من أبرزها: الدقة، والتوازن، والموضوعية، ومراجعة قائمة الفحص الأولي للتحقّق من المصداقيّة، والتي تسبق الرجوع إلى المعايير. ويلفت "أكيد" إلى انَّ القيام بالممارسات الفُضلى من قبل وسائل الإعلام تُجنّب المتلقّين الوقوع ضحيّة الإشاعة، والتضليل، والأخبار الزائفة.