عمّان 24 نيسان (أكيد)- وسائل إعلام محلية نشرت خبرًا عن جريمة قتل وقعت بإحدى مناطق العاصمة عمّان بعنوان "فيديو يوثق لحظة مقتل شاب رميا بالرصاص في عمان .. شاهد"، و"مقتل شاب عشريني بعيار ناري إثر مشاجرة في عمّان– فيديو".

خالفت وسائل إعلام بنشرها هذه الفيديوهات دورها في الحفاظ على حق الجمهور في المعرفة بنقل أخبار ذات قيمة خبرية للحفاظ على مهنية الصحافة وثقة الجمهور، بنشر خبر مقتضب عن وقوع الجريمة يحدّد مكانها وزمانها والإجراءات القضائية المرافقة دون الدخول للتّفاصيل الجرمية والتّحقيقات، حتى لا يؤثر ذلك سلباً على مشاعر ذوي الضحية أو المشتبه بهم، أو مجريات التّحقيق.

كما أن الفيديو خلا من أي إشارات تحذيرية لحساسية المحتوى قبل إتاحة الاطّلاع عليه، ولم يلتفت للحق في الخصوصية، والكرامة الإنسانية، ومراعاة حرمة الموتى وعدم نشر صور الجثث، والمقاطع الصادمة أو القاسية أو المبتذلة.

لم يراع الفيديو إمكانية التسبّب بتعزيز الميول العنفية لدى البعض، و تكرار حوادث مشابهة لسرعة نقل الفيديو وتكرار مشاهدته عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائط التواصل الاجتماعي. ولم يسلّط الضّوء على أسباب ودوافع الجريمة والحلول المناسبة لمعالجتها بالابتعاد عن التغطية السطحية التي تركّز على الشّكل دون المضمون، وعلى جوانب محدّدة في الحدث بقصد التّضليل أو الإساءة والتّسبب بتنميط فئة من المجتمع أو منطقة جغرافية معيّنة ما يجعل التّغطية سلبية ومخالفة لميثاق الشّرف الصّحفي.

لم يأت الخبر على ذكر العقوبة الجنائية المقرّرة قانونًا للجريمة في حالة الإدانة والآثار المجتمعية لتكرار الجرائم بهدف تحقيق الرّدع العام باعتباره غاية لنشر أخبار الجرائم.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يؤكد أنّه عند وجود ضرورة مهنية أو مجتمعية تقتضي النشر، يجب أن يتم هذا الإجراء في إطار الالتزام بالضوابط المهنية، وبالتحلي بالصدق والحياد والموضوعية في تناول أخبار الجرائم، وعدم التّرويج أو دعم رواية طرف على حساب طرف آخر أو لصالحه، وعدم التّهوين أو التّهويل في النّشر أو التّغطية،  والابتعاد عن العناوين التي لا تُعبّر عن الحقيقة تستهدف الإثارة أو جذب الانتباه أو زيادة التّفاعل.