عمّان 17 حزيران (أكيد)- سوسن أبو السُّندس- يتطلب التّعامل مع أي بيان أو معلومة واردة من مصدر رسمي جهدًا تحريريًا إضافيًا في كثير من الأحيان قبل النّشر الصّحفي، فالمصادر الرّسمية تعتمد أحيانًا في أسلوبها على الصّياغة المباشرة الإجرائية، وهي صياغة تختلف عن البناء الصّحفي الذي يفترض أن يكون دقيقًا متماسكًا، ويتجنّب الإيحاءات التي قد تُحدث التباسًا لدى الجمهور حتى وإن لم تكن مقصودة.
في هذا السّياق، يشير مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إلى أنّ وسائل إعلام محلية تنشر بشكل متكرّر بيانات صادرة عن نقابات ومؤسسات دون مراجعة تحريرية كافية، ومثال على ذلك ما ورد في خبر بعنوان: "وفاة 7 أطباء أردنيّين- أسماء"، والذي نُشر اعتمادًا على بيان صادر عن نقابة الأطبّاء، لكن دون معالجة صحفية توضّح سياق الوفيّات أو تزيل أي التباس محتمل، ما أدى إلى غياب الدّقة والوضوح في صياغة العنوان.
ويرى (أكيد) أن صياغة العنوان على النحو المشار إليه، يوحي للقارئ بأن الأطباء السّبعة قد توفّوا نتيجة ظرف واحد أو حادثة جماعية، في حين أن مضمون الخبر يبيّن أن سياقه الفعلي هو تقديم النقابة العزاء بوفاة هؤلاء الأطبّاء الذين وافتهم المنيّة خلال أيام قليلة ماضية، وبالتالي فإنه لا يوجد أي رابط كسبب مباشر لوفاة هؤلاء الأطبّاء، ولهذا وجدنا أن وسائل إعلام أخرى صاغت عناوينها بدرجة أقرب إلى الدّقة، إذ قالت: "نقابة الأطبّاء تنعى 7 أطباء أردنيّين- أسماء".
فضلًا عن ذلك، فإن التناول الإعلامي لحالات الوفاة يجب أن يُقدَّم بمراعاة مشاعر ذوي المتوفين، إضافة إلى حق الجمهور في الفهم الدقيق لا سيما أن طبيعة المتوفين – كونهم أطباء – تضيف حساسية إضافية إلى مستوى التأويل العام، وبخاصة في ظل الظروف الأمنية المحيطة.
وعلى ذلك تقتضي المعايير المهنية إعادة تحرير العنوان وتوضيح أن النقابة تنعى سبعة من أعضائها الذين توفوا في مناسبات متفرقة، دون إيهام القارئ بوجود حادثة جماعية أو رابط سببي مشترك.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني