عمَّان 5 أيّار (أكيد)-لقاء حمالس- نشرت عديد وسائل إعلامية محلية وعربية وعالمية الاحتجاجات الطّلابية في الجامعات الأمريكية ضد الحرب على قطاع غزّة، ما كشف عن خبايا كثيرة تتعلق بتعاون العديد من الجامعات في مجال الاستثمار وتطوير الأسلحة وبخاصة الطائرات المسيرة مع إسرائيل، وعن القمع الشّديد للطلبة المعتصمين في حرم العديد من هذه الجامعات.
تابع مرصّد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التّغطية المتعلقة بهذا الملف، ووجد أنّ وسائل إعلامية نشرت أولًا بأول مستجدات ما يحصل في الجامعات الأمريكية، وعرّفت بمدى اتّساع الحركات الطّلابية المؤيدة للفلسطينيّين التي بدأت من لوس أنجلوس، وانتقلت إلى نيويورك وواشنطن وبوسطن وشيكاغو وأوستن وغيرها، حيث أطلقت هذه الاحتجاجات أو تفاعلت معها جامعات أمريكية مرموقة، مثل: كولومبيا وهارفارد وبرينستن وغيرها، في ما راحت الإدارات الجامعية تطلب تدخل الشرطة لتفريق وفضّ هذه الاحتجاجات، ما يعكس قوة وتأثير هذه الاعتصامات؛ حتى أن جامعة براون توصّلت مع طلبتها إلى اتّفاق بإزالة الخيم من الحرم الجامعي مقابل أن تعيد الجامعة النّظر بعلاقاتها بشركات مرتبطة بإسرائيل. [1][2][3][4][5]
رصد (أكيد) ما نشرته وسائل إعلامية نقلت هذه الاحتجاجات وتداعياتها. ففي جامعة كولومبيا في نيويورك، شهدت الاحتجاجات تصعيدًا بعد إخلاء المحتجين من قبل الشّرطة ليعودوا من جديد مطالبين بسحب الاستثمارات من الشركات التي تجني أرباحًا عن طريق نظام الفصل العنصري الإسرائيلي والإبادة في قطاع غزّة، ودعوا إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وإلغاء الإجراءات التأديبية أو الطرد بحق طلبة وأعضاء هيئة تدريسية. وكان من أبرز الشّعارات المرفوعة: "فلسطين حرة"، و"لن نستريح ولن نتوقف أوقفوا الاستثمارات واكشفوا عنها".[6][7][8]
وسائل الإعلام أجابت عن تساؤلات الجمهور المتلقي عمّن يتكون المتظاهرون، موضّحة بأنهم مجموعات من الطّلبة وأعضاء الهيئات التدريسية من خلفيات دينيّة تشمل اليهود. وكان من بينهم من ينتمون لـمجموعات "طلبة من أجل العدالة في فلسطين"، و"الصّوت اليهودي من أجل السلام".
كما نقلت الوسائل عبر تقارير مصوّرة ومباشرة أيضًا أساليب العنف التي تعرض لها المتظاهرون خلال الاحتجاجات، والتي بلغت حدّ الصّعق والركل واستخدام الخيول لفض الاعتصامات، واشتملت على طرد وفصل واعتقال المئات من المعتصمين. [9][10][11][12]
ونقلت وسائل الإعلام عدم التّوازن في تصريحات كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب بشأن ما يجري في الجامعات الأمريكية، والتي تتناغم مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي وصف الاحتجاجات بأنها أمر مروّع، وتحدّث عن سيطرة جحافل معادية للسّامية على جامعات رائدة. [13][14][15]
استخلص (أكيد) عددًا من الملاحظات المهمة في تغطيات وسائل الإعلام، أبرزها:
أولًا: بيّنت الاحتجاجات أنّها كانت ملهمة ومحفّزة، إذ انطلقت بعدها الكثير من الاحتجاجات من داخل الولايات المتّحدة وخارجها.
ثانيًا: برزت أهمية الحركات الاحتجاجية الطّلابية، وذكّرت بالاحتجاجات الطلابية الفعّالة بشكل خاص تجاه حرب فيتنام ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
ثالثًا: استخدام فزّاعة "معاداة السامية" لوصف الانتقادات لإسرائيل والجرائم التي تقترفها في قطاع غزّة، ولتبرير قمع الاحتجاجات الطّلابية المناهضة للحرب على القطاع، وإبراز مشاركات قوى يهودية في بعض الاحتجاجات إلى جانب القوى الأخرى.
رابعًا: استخدام العنف في قمع الطلبة وأعضاء هيئات تدريسية، وانتهاك حقوقهم في تعارض مع "مبدأ حرية التّعبير عن الرأي" لأن الأمر يتعلق بإسرائيل والدفاع عنها.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني