استخدام يوديد البوتاسيوم لمعالجة التسرّب الإشعاعي .. وسائل إعلام تسهم في تعميق تباين الآراء حول فاعليته

استخدام يوديد البوتاسيوم لمعالجة التسرّب الإشعاعي .. وسائل إعلام تسهم في تعميق تباين الآراء حول فاعليته

  • 2025-06-24
  • 12

عمّان 23 حزيران (أكيد)- شرين الصّغير- أثارت الحرب الإسرائيلية الإيرانية مخاوف بشأن تداعيات تفجير منشآت نووية، ما دفع وسائل إعلام لنشر معلومات تتعلق بالتّعامل مع أي تسرب إشعاعي يمكن أن يطال الأراضي الأردنية، وبخاصة تصريح رئيس مجلس هيئة الطّاقة الذّرّية الأردنية د. خالد طوقان، والّذي قال فيه: إن الخطط الموضوعة للتّعامل مع أي تسرب إشعاعي ناتج عن استهداف مفاعل ديمونة تشمل توزيع أقراص يوديد البوتاسيوم على سكان مناطق محدّدة، لمنع امتصاص غاز اليود المشعّ، وحماية الغدة الدّرقية.[1]

تصريح طوقان أثار بحدّ ذاته تساؤلات واسعة بين المواطنين حول طبيعة المادّة الطّبّية المشار إليها واستخداماتها، وظهرت آراء متباينة حول فاعليتها، ما دفع عددًا من الأطباء لتوضيح التّفاصيل العلمية المتعلقة بها[3][2] .

وفي هذا السياق، نشرت وسائل إعلام بيانات لأطباء منهم د. محمد حسان الذّنيبات، أخصائي أمراض وزراعة الكلى وضغط الدم، والّذي قال: إن يوديد البوتاسيوم (KI) هو يود غير مشع يُستخدم لحماية الغدة الدّرقية من امتصاص اليود المشعّ  (I‑131)عند حدوث تسرّب إشعاعي داخلي عن طريق الهواء أو الطعام، حيث يعمل الدّواء على إشباع الغدّة باليود غير المشعّ بما يمنع امتصاص أي نوع آخر من اليود المشعّ، ويقلّل بالتالي من خطر الإصابة بسرطان الغدّة الدّرقية.

وأضاف الذّنيبات بأنّ فعالية يوديد البوتاسيوم تعتمد على التوقيت، إذ يجب أخذه قبل التّعرض أو خلال أول أربع ساعات بعده، لأنّه لا يحمي من أنواع الإشعاع الأخرى، ولا يعالج الأضرار التي تحدث بعد 4–8 ساعات من التّعرض، كما لا يحمي أعضاء الجسم الأخرى، ولا يُنصح به لمن تجاوزوا 40 سنة إلّا إذا كان التّعرض عاليًا جدًا، حيث أنّ مخاطره قد تكون أكبر من فوائده، كما أن الاستخدام العشوائي قد يؤدي إلى اضطرابات في الغدّة أو تحسّس خطير، ما يجعل الالتزام بالتوجيهات الصّحية هو الأساس لتحقيق الحماية وتفادي الأضرار.

وهنا تباينت آراء المتابعين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد لاستخدام يوديد البوتاسيوم في التّصدي لإشعاعات اليورانيوم، وبين معارض له[4]، حيث يرى بعضهم أنّه إجراء وقائي مفيد في التّصدي لإشعاعات اليورانيوم، بينما يرى آخرون أنّه لا يوفّر حماية كاملة، وقد يسبّب آثارًا جانبية.

يرى مرصد مصداقية الإعلام الأدني (أكيد) أنّه من المهمّ في ظل المخاوف المتزايدة بشأن الإشعاعات النووية، العودة عند اللّزوم إلى المصادر الرّسمية المخوّلة، وأن على وسائل الإعلام عند تناول مواضيع حسّاسة مثل التّصدي للإشعاعات النووية، تقديم المعلومات واستشارات الخبراء والجهات الصّحية بطريقة واضحة ومفهومة للجمهور لا تحتمل التأويل، مع تجنب الاكتفاء بنقل المعلومة دون توضيح للحيثيات المرافقة لها، والتأكيد على أهمية اتّباع التوجيهات الرسمية لضمان سلامة الجمهور.