عمّان 21 نيسان (أكيد)- شرين الصّغير- تأتي التّوترات بين الصّين والولايات المتحدة في إطار إجراءات تجارية بين البلدين، حيث فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية تراكمية بنسبة 145 بالمئة على كثير من الواردات الصّينية، تضاف إلى رسوم فرضتها الإدارات السابقة، بينما ردّت الصّين برسوم بلغت نسبتها 125بالمئة على الواردات الأمريكية[1]، هذه الخطوات تهدف إلى حماية المصالح الاقتصادية للبلدين، لكنّها قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي.
ومع تصاعد الإجراءات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لجأ صينيون لعرض فيديوهات وهذا موقف غير تقليدي، لإظهار مهاراتهم في التّصنيع، مع بيان مراحل تصنيع المنتجات، وقد لجؤوا إلى منصّات للتّواصل الاجتماعي، ةبخاصة إكس و تيك توك لكشف أسرار صناعة المنتجات الغربية الفاخرة، متحدّين علامات تجارية عالمية مثل بيركين، إستي لودر، بوبي براون، شانيل، لويس فويتون، غوتشي وغيرها، عبر عرض منتجات مشابهة لما يصنّعونه لهذه الماركات، لكن من دون الشعار وبأسعار لا تُصدّق.[2]
وجد (أكيد) خلال متابعة وسائل الإعلام المحلية التي نشرت الفيديو عبر منصّاتها[3] [4] ، أنها ركّزت في تغطيتها على نقل الخبر فقط، دون تقديم تحليل معمّق له، ودون التنويه إلى أن الولايات المتّحدة والصّين قد انغمستا في حرب اقتصادية، ما قد يجعل من الصّعب على القّراء أو المشاهدين فهم أسباب الحرب العميقة، وتداعياتها الكاملة سواء محليًّا أو عالميًّا.
هذه الحرب الاقتصادية، تمثّل شكلًا من أشكال الحرب الباردة، حيث تستخدم الدول الإجراءات الاقتصادية كأداة ضغط على دول أخرى لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية، دون أن تلجأ إلى القوة العسكرية، وتنخرط في حرب مباشرة.
تشمل الإجراءات الاقتصادية المتّخذة فرض رسوم جمركية، وحظر تجاري، وقيود على الاستثمار الأجنبي، وغيرها من السّياسات التي تهدف إلى التّأثير على الاقتصاد والصناعة في الدولة المستهدفة.
إن وسائل الإعلام المحلية مدعوة للتعمّق في دراسة آثار الإجراءات المتّخذة في العديد من المحاور ليكتمل المشهد أمام جمهور المتلقين، وبخاصّة أن الأمر يتعلق بأقوى اقتصادين في العالم، آخذين بالاعتبار أن الوضع ما زال في طور التفاعل، ولم يستقر بعد على وجهة نهائية بشكل حاسم.
فإلى أي مدى ستؤثر الحرب بين الولايات المتحدة والصّين على التجارة الخارجية للأردن، بمعزل عن تأثر الأردن برفع الرسوم الجمركية على الصادرات الأردنية للولايات المتحدة؟
وهل ستطال التأثيرات المحتملة على الاقتصاد الأردني معدّلات النمو الاقتصادي، بما في ذلك مستويات التضّخم، وفرص العمل، ومستوى معيشة المواطنين؟
وفي هذا الإطار، ربما يتعيّن أن تذهب التحليلات الاقتصادية المعمّقة إلى استخلاص ما إذا كانت الحقبة الترامبية ستُدخِل التّجارة الخارجية العالمية في حالة من الفوضى العارمة على المدى القريب، أم أنها ستعيد هيكلة التجارة الخارجية العالمية على أسس وقواعد جديدة.
ينوّه (أكيد) إلى أن نشر معلومات منقوصة يؤدي إلى نقص في إدراك الموضوعات المختلفة، حينما لا تتوافر المعلومات الكافية لفهمها بشكل كامل، ما يمكن أن يؤثر على قدرة الأفراد والمؤسسات على استشراف التطورات الاقتصادية العالمية في القادم من الأيّام، وبالتالي اتّخاذ مواقف وقرارات مستنيرة إزاءها.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني