عمّان 5 حزيران (أكيد)- لقاء حمالس- عنونت وسائل إعلام متعددة بأن الإعلامي البريطاني المعروف بيرس مورغان قد"تحوّل من مدافع شرس عن إسرائيل إلى منتقد للإبادة"، في تغطية وُصِفت بأنها "انعطافة مفاجئة" في موقفه من الحرب على غزّة.[1]
تابع مرصّد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التّغطية المتعلقة بهذا الخبر ومواقف بيرس مورغان السّابقة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزّة في تشرين الأول (أكتوبر) 2023 وحتى اليوم، فوجد بأن مورغان قد أجرى خلال الأشهر الأولى للحرب، مقابلات عدّة مع شخصيّات عربية كان يركّز فيها على "حق إسرائيل في الدّفاع عن نفسها" بعد هجوم 7 أكتوبر.[2]
كما انتقد حركة حماس بشدّة، ووصف عملية طوفان الأقصى بأنها "إرهابية"، محملًا الحركة كامل المسؤولية عن اندلاع النّزاع.[3]وكانت نبرته في تلك المرحلة تتّصف بـ"الصدامية"، وخاصة في المقابلات التي استضاف فيها مدافعين عن القضية الفلسطينية.[4]
غير أنّه ابتداءً من أوائل 2024، وقع تحوّل تدريجي في خطاب مورغان إذ تغير إلى التساؤل حول استمرار العمليات الإسرائيلية في غزّة، مع تسليط الضوء على أعداد الضحايا المدنيّين وخاصة الأطفال، وعبّر في عدة حلقات من برنامجه:“Piers Morgan Uncensored” عن ذلك.
وفي مقابلة مع دورون سبيليمان وهو مسؤول إسرائيلي بارز نُشرت في أيار 2025، قال مورغان: "لا يمكن أن تستمرّ إسرائيل في هذا النهج وتبقى قادرة على تبريره للعالم".
كما أجرى مقابلة مع السّفيرة الإسرائيلية لدى المملكة المتحدة، تسيبي حوتوفلي، ووجّه لها انتقادات حادّة بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزّة، وتساءل عن عدد الأطفال الذين قُتلوا، مشيرًا إلى أن إسرائيل تقتل الأطفال يوميًا، وتمنع دخول الصّحفيّين الدّوليّين إلى القطاع، متّهمًا الحكومة الإسرائيلية بإخفاء الحقيقة عن العالم من خلال منع التّغطية الإعلامية المستقلة.[5]
وفي هذه المقابلة، كان من الواضح تحوّل موقف مورغان، إذ انتقل من الدّفاع عن إسرائيل إلى توجيه انتقادات حادة لسياستها في القطاع، ما يعكس تغيرًا في رؤيته للأحداث الجارية.
وهذا يوضح أن التّحول لم يكن مفاجئًا بل تدريجيًا، وإن كان حتى هذه اللحظة لم يعلن دعمه الكامل للفلسطينيّين، لكنه بدأ في طرح الأسئلة، وتطور خطابه من دعم مباشر لإسرائيل، إلى نقد مبني على ما وصفه بـ "الحقائق الصّادمة على الأرض".
الّلافت أن الإعلام العربي والغربي المؤيد للقضية الفلسطينية تعامل مع تصريحات مورغان الأخيرة على أنها تطور مهم في الخطاب الإعلامي الغربي الذي يتّسم غالبًا بالتّحيّز لإسرائيل.
لكن بالمقابل، واجه مورغان هجومًا من قبل شخصيات سياسية غربية اتهمته بـ "الإزدواجية"، خاصة بعدما استخدم عبارات مثل "جرائم حرب"، و"عقاب جماعي" لما تقوم به إسرائيل في غزّة، وعندما ذكّر بأنّ "بعض تصريحات المسؤولين الإسرائيليّين باتت تستخدم لغة إبادة جماعية".
ويشير (أكيد) هنا إلى أهمية مراجعة سياق المواقف وتطوّرها، وخاصة للشّخصيات العامة والمؤثرة، وكذلك تقديم تحوّلات الخطاب الإعلامي ضمن إطار تحليلي بما يعزّز من وعي الجمهور.
وفي هذا الإطار، يتّضح اليوم مدى أهمية مواقع التّواصل الإجتماعي التي أصبحت تؤثر في الرأي العام تأثيرًا مباشرًا، وتسهم في تغيير مواقف حتى أبرز الشخصيات الإعلامية، وهذه عملية طبيعية، ودور الإعلام هو رصد هكذا تحوّلات.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني