عمَّان 24 شُباط (مرصد أكيد)- فتحت وسائل إعلام محلية بوّاباتها لهُواة الرَّصد الجوي، ومتابعة أحوال الطَّقس، وبثّ معلومات كثيرة وعلى مدار السَّاعة تفتقر للدِّقة والمصداقية والوضوح والمصدر الموثوق، لينتج عن ذلك تضليل للجمهور، وانتهاك لأدبيات الصِّحافة، وترويج لأشخاص يبحثون عن تحقيق أهداف لهم قد تتمثل بربح مادي تجاري، أو بشعبويات ترتقي بهم في درجة الترند اليومي على منصَّات التَّواصل الاجتماعي.
على مدار 15 يومًا تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، تغطيات وسائل الإعلام المحلية المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية وحسابات على منصَّات التَّواصل الاجتماعي، لمعلومات بدأت تنتشر لوجود أحوال جوية قد تستمر لأيَّام، قيل إنها ستشهد تساقط ثلوج على شكل عاصفة تغطي ارتفاعات متعددة في مختلف مناطق المملكة. وبدأت وسائل إعلام محلية تتوسع في تغطياتها، وتستضيف هُواة للرَّصد الجوي، في ما تُقلُّ من استضافة دارسين ومعتمدين وموثوقين بعلم الأرصاد الجوية.
من أنواع المصادر الموثوقة التي يتكئ عليها الصحفي ووسيلة الإعلام، المصادر الأكاديمية العلمية التي تعطي رأيها بناء على دراسات وبحث علمي متكامل، وهو الأمر الذي افتقر له العديد من الأشخاص الذين قدَّموا أنفسهم كراصدين لأحوال الطَّقس وما يُبنى عليه من تفاصيل تعتمد عليها حياة جمهور المتلقين اليومية.
خلال عملية رصد (أكيد) للتغطية الصحفية للأحوال الجوية المتوقعة في المنطقة والأردن، عنونت عدة وسائل إعلام بأنَّ مناطق من الأردن ستكتسي باللون الأبيض اعتبارًا من مساء يوم الجمعة، وأن الأحوال الجوية ستشتدّ يومي الأحد والإثنين ليكون ارتفاع الثلج بمقدار سنتميترين إثنين، وليشمل المرتفعات الشمالية والوسطى ويمتدّ تدريجيًا إلى الجنوبية.
غير أنّهَ مع دخول يوم السَّبت وعدم تحقّق أي من معلومات الرصد الجوي باستثناء البرودة الشديدة وكميات من الامطار يوم الخميس وجزءًا من نهار الجمعة، بدأ هُواة الطَّقس وبعض المختصين بالتراجع عن الترويج لوجود تساقط للثلوج، وتبرير أن الأحوال الجوية ستكون قارسة البرودة في الأيام المقبلة، لتبدأ مرحلة من الانسحاب وتبادل اللوم والاتّهامات بالتهويل من الأطراف المعنية كافة.
وخلال فترة رصد (أكيد)، تبين أنَّ وسائل إعلام محلية كانت سببًا رئيسًا في تضليل الجمهور لأنها فتحت تغطيات مبالغ بها ولوقت طويل وبكل نشرات الأخبار، وزادت وسائل إعلام بتماديها في التضليل عبر عناوينها على حساباتها على منصَّات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي ترك انطباعًا سلبيًا لدى جمهور المتلقين من خلال التعليقات التي تركوها أسفل تلك الأخبار التي اهتمت بالطقس والرّصد الجوي.
ووجد (أكيد) بيانًا صادرًا عن دائرة الأرصاد الجوية الأردنية في وزارة النقل، يشير إلى عدة نقاط حول عملية الرصد الجوي وما صحب الأحوال الجوية للمنخفض "جلمود" من تهويل ونشر من غير ذوي الاختصاص.
ويشير (أكيد) إلى أنَّ الدور الذي يجب أن تقوم به وسائل الإعلام هو نقل المعلومة ومنح الوقت اللازم لها دون مبالغةٍ وشحنٍ للرأي العام، أو تضليل للجمهور، والذي قد ينتج عنه خدمة لتاجر أو لشخص يبحث عن الشعبية على منصَّات التواصل الاجتماعي، لانَّ الأمانة المهنية الصحفية تقتضي أن يكون الجمهور أمانة برقبة هذه الوسائل ولا أحد غيره.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني