عمّان 19 آذار (أكيد)- سوسن أبو السّندس- أظهر تقرير للأمم المتّحدة، أن الفجوة بين الجنسين في السّلطة والمناصب القياديّة تظلّ متأصلة، وأنّه في ظلّ المعدّلات الحالية، سيبقى الجيل القادم من النّساء يقضي في المتوسط 2.3 ساعة إضافية يوميًّا في الرّعاية غير مدفوعة الأجر، والعمل المنزلي، مقارنة بالرّجال.
وعلى ذلك، رفعُ شعار "الاستثمار في المرأة: تسريع التقدم" ليوم المرأة العالمي لهذا لعام. ويهدف الشّعار إلى تسليط الضّوء على نقص الاستثمار في جهود المساواة بين الجنسين، في حين أنّ تقدّم المرأة يعود بالنفع على الجميع.
وأكّد تقرير للأمم المتحدة صدر بتاريخ 7 أيلول 2023، الحاجةَ إلى استثمارات إضافية بقيمة 360 مليار دولار أمريكي سنويًّا لتحقيق المساواة بين الجنسين.
وفي سعي العالم لتحقيق المساواة، تبقى المرأة الغزّية خارج هذا السباق، ورغم ذلك، فقد حقّقت أعلى نسب المساواة، لكنْ أين؟ في الموت، حيث لا تفرق آلة القتل الإسرائيلية بين ذكر وأنثى.
أخفض الإعلام الأردني صوت الاحتفالات في يوم المرأة العالمي، وأعلى صوت نساء غزّة. وأخضع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التّغطية الإعلامية المحلية المصاحبة ليوم المرأة العالمي للمتابعة، وجاء في نتيجة الرصد أن 30 مادة إعلامية من أصل 40 مادة مرصودة، أولت حالة النّساء في غزّة الأهمية المطلقة، حيث تناولت التقارير الصحفية، بمعدل 75 بالمئة معاناة المرأة الغزّية.
في الوقت ذاته، وفي ظل مناقشة واقع المرأة والاحتفاء بإنجازاتها، جرى الإعلان عن أرقام مؤلمة لأعداد النّساء اللاتي قتلن في الحرب، ومعظمهنّ أمّهات وربّات منازل، حيث وصل عدد الضّحايا لنحو تسعة آلاف امرأة من أصل أكثر من 30 ألف فلسطيني استُشهد في غزّة، وفقا لأرقام وزارة الصّحة الفلسطينية في القطاع.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن غزّة أصبحت تمثل أزمة حماية بالنسبة للنّساء، مع نزوح حوالي مليون امرأة وفتاة، وقتل اثنتين من الأمهات كل ساعة منذ بداية الأزمة.
اتّخذت التغطية الإعلامية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة معنى مختلفًا هذا العام، وفيما يلي عدد من الملاحظات بهذا الخصوص:
أولًا: أهتمت التغطية المحلية بذكر ما تعرّضت له المرأة الغزّية بشكل مفصّل، وتعاملت بعض الوسائل المحلية مع القصص الإنسانية كل على حدة، ورافقن معاناة النساء في اللجوء والتهجير والقتل العشوائي. وجرت الإشارة إلى تصريح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (أونروا) في يوم المرأة العالمي، بأن 63 امرأة في قطاع غزّة تستشهد يوميًا بنتيجة الحرب الإسرائيلية، غالبيتهنّ أمهات. وأضاف البيان أن المرأة في غزّة تستمر بتحمل عواقب هذه الحرب الوحشية.
ثانيًا: خصّصت بعض وسائل الإعلام برامج خاصة بالشّهيدات في غزّة بمناسبة يوم المرأة العالمي أبرزت فيه البعد الإنساني العميق باستخدام عبارة "لسن أرقامًا"، فكل واحدة منهن تاريخ وكفاح وحكاية.
ثالثاً: أظهرت التغطية الإعلامية على الصعيد المحلّي أبرز المسارات الأردنية في تحقيق المساواة بين الجنسين مثل التعليم والسياسة والاقتصاد.
رابعًا: لوحظ على منصات التواصل الاجتماعي خلط بين مفهومي الحركة النّسوية وبين جهود تمكين المرأة. فالنسوية تعرّف على أنها حركة اجتماعية وسياسية تهدف إلى تحقيق المساواة والعدالة بين الجنسين، وتعزيز حقوق المرأة في المجتمع، ولها تاريخ قديم يعود إلى العام 1944، حين تأسست أول جمعية نسائية في البلاد.
أما مفهوم تمكين المرأة، فيتعلّق بقدرة النساء والفتيات على اكتساب القوة والسيطرة على حياتهن. وهي تنطوي على زيادة الوعي، وبناء الثقة بالنفس، وتوسيع خياراتهن في الحياة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الالكتروني لتصلك اخبارنا اولا باول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع اكيد الالكتروني