نشر فيديو لطفل يروي قصّته العاطفية بحثًا عن "الترند" .. مخالفة مهنية وأخلاقية

نشر فيديو لطفل يروي قصّته العاطفية بحثًا عن "الترند" .. مخالفة مهنية وأخلاقية

  • 2025-05-26
  • 12

عمّان 25 أيار (أكيد)- عُلا القارصلي- نشرت وسيلة إعلام فيديو مؤثرًا يُظهر طفلًا في حالة بكاء شديد، وهو يروي تجربته العاطفية مع زميلته في الصّف، متحدثًا عن "غدرها" بعد أن عبّر لها عن حبّه بكل الطّرق، لتردّ عليه بعبارة "أحبّك مثل أخي"، وأرفقت الوسيلة مع الفيديو مادّة مكتوبة وعنونتها بـ "بعد لوعة حبيبته (...) طفل يعلن إفلاسه العاطفي ويدشّن مرحلة غدر الصّغار". أشارت المادة المكتوبة إلى عمر أبطال القصة، ورغم محاولة تغيير اسم الطّفل إلا أنه تمّت الإشارة إلى اسم الطّفلة، واسم أخيها في الفيديو وفي المادّة المكتوبة.

فضّلت الوسيلة حرق عباءة أخلاقيات الصّحافة في نار الشهرة والمشاهدات، وجاءت أبرز المخالفات الأخلاقية والمهنية التي ارتكبتها الوسيلة الإعلامية بنشرها العلني للفيديو على النحو التالي:

انتهاك خصوصية الطفل: صُوّر الطّفل وهو في حالة ضعف نفسي وعاطفي واضحة دون وجود إذن من وليّ أمره، وهو ما يُعدّ انتهاكًا صارخًا لقانون حماية الطفل، والذي يُلزم الجهات الإعلامية بالحصول على موافقة رسمية من الأهل قبل نشر أي مادّة تتعلق بالطّفل بالقاصر.

التّشهير بالقُصّر: تضمن الفيديو ذكر اسم الطّفلة المعنية بالقضية، إضافة إلى اسم شقيقها، وهو ما يُعد نوعًا من التشهير بالقُصّر، ويخالف الأنظمة التي تحظر نشر معلومات شخصية للأطفال لأي سبب، خصوصًا في سياق حساس قد يعرضّهم للتّنمر أو الإساءة.

استغلال مشاعر الطّفل لأغراض ترويجية أو جذب المشاهدات: الفيديو جُهّز بطريقة تثير التّعاطف لجذب المشاهدات، وهو ما يندرج تحت بند "استغلال الأطفال إعلاميًا"، ويُخالف المبادئ الأخلاقية للممارسة الصّحفية التي تفرض احترام كرامة الطّفل وعدم تعريضه لضغوط نفسية أو إحراج علني.

التحريض على التّنمّر والسّخرية: يخلق هذا الفيديو بيئة خصبة للتّنمّر على الطّفل والطّرف الآخر، وهو ما يتعارض مع مسؤولية الإعلام في حماية المجتمع من خطابات الكراهية والسّخرية الإلكترونية.

ويذكّر مرصد مصداقية الإعلام الأردني(أكيد) أن الصّحفيّين مطالبون باستخدام كل الوسائل المتاحة في التصدي لصحافة "الترند" التي تسعى لجذب أكبر عدد من المشاهدات على حساب القيم الصّحفية والكرامة الإنسانية، فاللّهاث وراء "اللّايكات" والمشاهدات لا يمكن أن يُبرّر التّجاوزات، ولا تعفي من المسؤولية الأخلاقية، ولا بد من استعادة دور الصحافة الحقيقي كرافعة للوعي، وليس كأداة للتّرفيه كيفما شاء على حساب الأطفال وخصوصياتهم.