عمَّان 11 أيَّار (أكيد)-لقاء حمالس- في الذكرى الثّالثة لاستشهاد الصّحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، أحيت وسائل إعلام متعدّدة ذكراها بتغطيات موسعة، مجدّدة الدعوات لتحقيق العدالة، ومحاسبة المسؤولين عن اغتيالها.

تابع مرصّد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) ما نشرته المنصّات الإعلامية المختلفة بشأن تطورات قضية اغتيالها، وتحديدًا ما ورد في تحقيق استقصائي نشرته منصة "زيتيو" الأمريكية بالتعاون مع صحفيّين مختصّين في الشأن الإسرائيلي من خلال فيلم وثائقي حمل عنوان"من قتل شيرين؟"، مدّته 40 دقيقة، ونُشر في 8 أيار الجاري.

التّحقيق المشار إليه، كشف عن هوية الجندي الإسرائيلي الذي أطلق النّار على أبو عاقلة أثناء تغطيتها اقتحام جنين عام 2022. ووفق هذا التّحقيق، فإنّ الجندي يدعى ألون سكاجيو، وكان يخدم في وحدة دوفدفان الخاصة، وأنّه لم يحاسب على جريمته، بل انتقل لاحقًا إلى وحدة أخرى كقائد لفريق قناصة، بحسب شهادات زملائه.

أكدّ التّحقيق مقتل الجندي الإسرائيلي نفسه في حزيران 2024 بانفجار عبوة ناسفة في جنين، المكان الذي قٌتلت فيه أبو عاقلة. ورصد (أكيد) ما جاء في التّحقيق من اتّهامات للجيش الإسرائيلي بالتّستر على هوية القاتل، وكذلك للسلطات الأمريكية بتجاهل التّحقيق في هذه القضية، حيث أنّ أبو عاقلة تحمل الجنسية الأمريكية أيضًا، على الرغم من أن كل الشواهد كانت تؤكد بأنّ قتلها كان متعمدًا.

ولعلّ من بين التفاصيل المثيرة للاهتمام، الإشارة إلى أنّ صورة شيرين أبو عاقلة استُخدمت في تدريبات للرّماية داخل الجيش الإسرائيلي.

يشير مرصد (أكيد) إلى أنّ هذه المعلومات وإن جاءت ضمن تحقيق استقصائي موثّق ومدعّم بالدلائل، إلا أنه بحاجة إلى متابعة قانونية وقضائية مستقلة لتحقيق العدالة في ظل غياب أي مساءلة رسمية حتى الآن.

وفي هذا الإطار، يُشدّد (أكيد) على أهمية دور الإعلام في متابعة قضية ابو عاقلة، حيث أسهمت التغطية الإعلامية المكثّفة والمتواصلة في تحويل القضية إلى شأن دولي، وأبقت على الضغط الحقوقي والسياسي حاضرًا من خلال نشر تفاصيل جديدة. كما أسهمت في حماية الذاكرة، وتخليد ذكرى شيرين أبو عاقلة كرمز للصّحافة في مناطق النّزاع والحروب. بهذا، تبيّن أهمية الدّور التراكمي للإعلام في المساءلة، وكشف الحقائق.