الحقيقة أنَّ الأردن ليس خامسًا بمؤشر الغضب العالمي

الحقيقة أنَّ الأردن ليس خامسًا بمؤشر الغضب العالمي

  • 2022-07-05
  • 12

عمان 6 تموز (أكيد)-تقرير:أفنان الماضي، كاريكاتير: ناصر الجعفري.

نشرت وسائل إعلام محلية متعددة مادة إخبارية، وصفت الأردن بالخامس عالميًا على مؤشر الغضب ، وحملت هذه المواد عناوين: "الأردن الخامس على قائمة أكثر الشعوب غضبًا"، اعتمادًا على تقرير نشرته شركة Gallup الأمريكية المختصة بإجراء استطلاعات الرأي، وهو تقرير يتناول عددًا من المشاعر، ومنها خمسة سلبية وهي: الغضب، والحزن، والتوتر، والقلق، والألم البدني.

 وأورد الخبر المرصود معلومة مغلوطة، تفتقر للدِّقة، كما اتضح جليًا عدم عودة الوسائل إلى المصدر الأصلي للتأكد من صحة المعلومات، وبالعودة للمعايير المهنية المدونة على موقع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، يتبين أنَّ وسائل الإعلام المرصودة خالفت عددًا من المعايير، ومنها:

أولًا: نشرت الوسيلة الأولى الخبر دون تحرّي الدقة في نقل الأرقام ، حيث ادّعت أن الأردن يأتي في المرتبة الخامسة وهو ليس كذلك، إذ لم يظهر الأردن في الدول الخمس الأولى على مؤشر الغضب، في ملحقات تقرير Gallup، بل جاءت أفغانستان في هذه المرتبة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانيًا: لم تعُدْ أي من الوسائل المرصودة للمصدر الرئيس، وقامت بالنقل الحرفي عن الوسيلة المحلية الأولى التي نشرت الخبر، وذلك دون التحقق من دقة المعلومات، عبر إجراء بحث وعودة للتقرير الأصلي، على موقع المؤسسة الناشرة.

ثالثًا: اعتمدت بعض مواد الرأي على الخبر المنشور في وسائل الإعلام المحلية، دون الرجوع للمصدر الأصلي والتأكد من الأرقام وتفاصيل الاستطلاع قبل بناء مادة الرأي، علمًا بأن العودة للمادة الأصلية قد يساعد كاتب المقال على إثراء مقاله، والانتباه لجوانب قد يغفل عنها محرّرو الأخبار، وبالتالي تقديم رؤية أكثر عمقًا لجوانب القضية المطروحة.

رابعًا: لم تولِ وسائل الإعلام المرصودة أي أهمية لنتيجة الاستطلاع التي أظهرت الأردن في المرتبة الخامسة فعلًا على مؤشر "التوتر"، والرابع على مؤشر "الألم البدني". بل انحصر اهتمام وسائل الإعلام - بشكل تبعي- بالمادة الصادرة عن statista، والتي سلطت الضوء على الغضب فقط، مع الاهتمام بلبنان الذي جاء في المركز الأول، ولم يولَ الأردن أهمية في المقال، بل جاء سادسًا في الرسم البياني المرفق، وstatista  هي بوابة إلكترونية معنية بتجميع البيانات من مصادر مختلفة.

ملاحظات (أكيد) حول تقرير غالوب:

- شمل استطلاع الرأي 122 دولة، ولم يشمل عددًا كبيرًا من الدول التي قد تغير نتائج الاستطلاع، حيث تعاني من مسبّبات المشاعر السلبية فعلًا، كونها تقع في دائرة الصراع، أو لانتشار الأمراض والجوع والفقر، ومنها دول أفريقيّة مختلفة، مثل ليبيا والصومال، وكذلك سوريا واليمن وغيرها، ما يجعل وصف "عالميًا" ليس وصفًا دقيقًا.

               

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

- لم يُظهر التقرير منهجية اختيار العينة (± 1000 شخص)، والتي تمت مقابلتهم إما وجهًا لوجه أو عبر الهاتف، بعمر 15 وأكثر، ولم يُثبت أنها عينة ممثلة للمجتمع.  كما لم يُثبت التقرير أن السؤال المطروح على أفراد العينة (هل واجهت أمس مشاعر الغضب، الحزن،..إلخ) كافية لإطلاق حكم على المجتمع ككل.

-استخدم غالوب بعض الصور التي ترسخ الصورة النمطية لشعوب الشرق والشرق أوسطية، في مواطن الإشارة لكل ما هو سلبي من مشاعر أو نتائج، وهو ما يصنع ارتباطًا لا واعيًا بين المشاعرالسلبية والشخصيات الشرقية الواردة في الصور.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

- يتعامل الإعلام مع التقارير الصادرة عن منظمات دولية بدرجة عالية من الثقة، لكن يمكن للإعلام وضع أي تقارير صادرة عن مؤسسات وشركات خاصة تحت دائرة المساءلة والنقد.

وينوه (أكيد) إلى أنه لم يسعَ إلى نفي الأرقام الواردة في التقرير، أو محاولة إثبات عدم وجود الغضب في المجتمع الأردني، بل هو يسعى إلى تأكيد أهمية معيار الدّقة، وما ينطوي عليه من نسب وأرقام حقيقية كما جاءت في المصدر، ولذا فهو يحث وسائل الإعلام على العودة إلى المصادر الأصلية، والتدقيق في معطياتها الرقمية، واستخدام أدوات النقد المباح لكل مادة صادرة في حق الشأن المحلي من مصادر خارجية.