أكيد- أنور الزيادات
نشرت وسائل إعلام عناوين غير دقيقة حول " فيديو ترويجي لسائح سعودي يستقطب 50 ألف خليجي خلال شهر" الى عجلون.
وجاء في أحد الأخبار "استقطب فيديو ترويجي لعدد من مناطق محافظة عجلون، قام بتصويره سائح سعودي ونشره على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، نحو 50 ألف خليجي، قاموا بزيارة المحافظة للتنزه فيها، وذلك خلال فترة شهر واحد فقط".
وأشارت إحدى فقرات الخبر الى تصريحات لمدير سياحة المحافظة محمد الديك قال فيها "أن الشهر الحالي شهد إقبالا كبيرا من المتنزهين السعوديين والخليجيين، وقدر أعدادهم بزهاء 50 ألف سائح"، لافتا إلى دور السائح السعودي عبدالحكيم الخليوي الذي تمكن من الترويج للمواقع التي زارها عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعني أن العنوان غير دقيق.
وسيلة إعلام أخرى نشرت الخبر وبذات العنوان تقريبا وهو فيديوهات ترويجية لخليجي تستقطب 50 الف سائح في عجلون إلا أن المتفحص للخبر لا يجد داخله أية إشارة الى استقطاب 50 الف سائح على لسان أي مصدر أو حتى تقدير من كاتب الخبر الأمر الذي يضع علامات الاستفهام حول مصدر عنوان الخبر، كما أن السائح الخليجي الخليوي قال أن "الفيديو استقطب ألاف السياح الذين ارتادوا المحافظة، دون أن يقدر ويحدد عددهم".
كما نشر خبر يوم 10 /أذار 2018 بعنوان 35 ألف سائح خليجي يرتادون عجلون خلال أسابيع فيما نشر خبر يوم 23/أذار 2018 بعنوان عجلون : أكثر من 30 ألف سائح خلال اسبوعين، وهو الأمر الذي يخلق الشك في الأرقام المعلنة، كما انتشر عنوان لفيديو على موقع يوتيوب "كيف استطاع سعودي جلب 100 الف زائر سعودي للأردن خلال اسبوع ؟! فيما التعليقات على الفيديو رفعت العدد الى ربع مليون سعودي.
بدوره قال مدير سياحة عجلون محمد الديك لمرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، "لا يوجد إحصاءات دقيقة حول عدد السياح الذين يزورون عجلون بشكل عام، وأن جميع الأرقام التي تعلن حول عدد السياح الذين يزورون المحافظة خلال الربيع لحالي ما هي الا أرقام تقديرية مشيرا الى أن هذا العام يشهد حركة سياحية أكثر نشاطا من الاعوام السابقة.
وحول الأخبار التي تداولتها وسائل إعلام بعنوان "فيديوهات ترويجية لخليجي تستقطب 50 الف سائح في عجلون أشار الى أن "مثل هذه المعلومات غير دقيقة، فهناك جهود كبيرة تبذل من وزارة السياحة والكثير من الجمعيات والجهات العاملة في هذا القطاع ساهمت مع النشطاء على مواقع التواصل في حركة السياحة الكثيفة بالمحافظة".
وأضاف "اننا نثمن جهود كل من يقوم بترويج الأردن سياحيا ومنهم شباب خليجيون ومنه ما نشره الشاب عبدالحكيم الخليوي، الا أن الحديث عن قدوم 50 الف سائح الى الأردن بسبب هذا الفيديو فهو غير دقيق، فعلى سبيل المثال هناك صفحة " أوصرة عجلون" يتابعها على فيسبوك أكثر من 160 الف شخص، والعديد من الصفحات الأخرى كلها مجتمعة تساهم بزيادة الزخم السياحي في المحافظة.
وقال "قامت احدى الاذاعات المحلية بنشاط اعلامي في منطقة "بلدة أشتفينا" نهاية الأسبوع الماضي استقبلت خلاله البلدة حوالي 1500 شخص، لافتاً الى أن نسبة الإشغال في المنشآت السياحية في المحافظة وصلت الى 100%.
وقدر عدد السياح الذين زاروا المحافظة نهاية الاسبوع الماضي "خميس جمعة وسبت"، بما يزيد عن 60 الف سائح أغلبهم من الأردن، موضحا أن تقديراتهم لجميع أعداد السياح السعوديين في الربيع الحالي تقترب من 70 الف وهو أمر مرتبط بتقديراتهم للمركبات التي تحمل الأرقام السعودية.
المواطن علي الخرابشة يعمل على إنشاء مشروع سياحي في المحافظة، قال انه "التقى بسعوديين في المحافظة، لكن ربط إقبال السياح بنشر فيديوهات لسعوديين غير دقيق وفيه مبالغة، فالفيديو الذي نشره الخليوي جميل، ولاقى ردود فعل جيدة، لكن الكثير من السياح السعوديين يزورن الأردن بشكل موسمي والبعض لهم مساكن وبيوت ومزارع في المحافظة، كما أن جزءا كبيرا منهم جاء من شمال السعودية ويرتبطون بعلاقات اجتماعية كالنسب والمصاهرة مع الأردنيين".
ووفق الإحصاءات التي نشرتها وسائل إعلام فقد تصدر السعوديون الجنسيات الأكثر زيارة للأردن خلال عام 2017 ، تلاهم الأميركيون، فيما حل الإسرائيليون في المرتبة الثالثة وبلغ عدد السعوديين الذين قدموا الى الأردن 824.824 ألف سعودي مقارنة مع 756.989 ألف سعودي في العام الذي سبقه 2016 وبارتفاع نسبته 9 %.
هذه الاحصائية تكشف أن الاقبال السياحي من السعوديين يسير ضمن النسق العام للسياحة في الأردن، وان هذه الفيديوهات لها أثر جيد في الترويج، لكن ربط قدوم السياح الخليجيين بها أمر غير علمي وغير دقيق.
كما يرى المرصد وفق معاييره أن العنوان هو جزء من الخبر، وأن له خصائص يجب أن تلتزم بها الصحافة، لتصل إلى القارئ بحقيقتها دون تضليل أو تحريف بالابتعاد عن الإثارة على حساب الدقة.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed