عمّان 4 كانون الأول (أكيد)- لقاء حمالس- أحدثت وفاة طفل يبلغ من العمر سبع سنوات في عين الباشا بمحافظة البلقاء جدلًا واسعًا في أوساط الإعلام والرأي العام، وذلك بعد تداول عدة روايات حول ملابسات الحادث، وتحديدًا حول ما إذا كانت وفاة الطفل ناجمة عن غياب الأهل، أو عن تقليده مقطعًا مصوّرًا شاهده عبر الإنترنت.
تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التغطية، ولاحظ أنّه تمّ في البداية تداول منشورات وآراء شعبية تُرجع سبب الحادث إلى سفر أهل الطفل لأداء العمرة، وتركه بمفرده في المنزل.[1]
غير أن الأمن العام نفى مزيدًا من التّكهّنات والمعلومات المغلوطة، وأوضح بأن التّحقيقات الأولية تشير إلى أنّ الوفاة نتجت عن محاكاة الطّفل لمقطع مصوّر شاهدَه، وليس بسبب غياب الأهل.
وكانت عدة وسائل إعلام قد سبق أن نقلت أنّ شهود عيان أفادوا بأنّ الطفل كان بمفرده داخل المنزل يشاهد مقطعًا مصوّرًا ويحاول تقليده قبل الحادث. [2][3]
وتفاعلًا مع هذه المعطيات، ركّزت بعض مواد الرأي الصّحفية على خطورة المحتوى الرّقْميّ العنيف أو المنفلت على الأطفال، عادّةً أنّ “الهاتف دخل بيوتنا رغم الأبواب المغلقة وأصبح قادرًا على التأثير السلبي على سلوك الأطفال”. وطُرحت تساؤلات عن “أين دور الأسرة؟ وأين دور الدولة؟” في تنظيم ومراقبة هذا المحتوى. كما وُضِع الحادث ضمن سياق أوسع يتعلّق بتكرار وقائع مشابهة في المنطقة العربية.[4]
وهنا كان من الواضح بأن الحادث تحوّل من مجرد خبر محلي إلى قضية اجتماعية تتداخل فيها مؤثّرات متعدّدة، وتركّز على المحتوى الرّقْميّ وتأثيره على الأطفال كمحرك للسلوك. وفي المقابل، ركّزت على أهمية الرقابة الأسرية والمتابعة المستمرة للأطفال عند استخدام الأجهزة الذكية، والحاجة إلى تشريعات أقوى للحدّ من انتشار المحتوى المؤذي للأطفال، وتشديد الرقابة على المنصّات الرّقْميّة، إضافة إلى المطالبة ببرامج وطنية للتوعية الرّقْميّة، وتنظيم فعّال للمحتوى الرّقْميّ وحماية الأطفال.
يرى (أكيد) أن نشر خبر الحادث وتفاعلاته يندرج ضمن إشكالية أكبر تتعلق بالأمان الرّقْميّ للأطفال، وهنا يتعيّن أن تلعب الوسائل الإعلامية دورًا مهمًا في تقديم محتوى تثقيفي يرفع وعي الأهالي حول المخاطر الرّقْميّة، ويوضّح كيفية استخدام الأطفال للتكنولوجيا بطريقة سليمة وآمنة.
كما يمكن للإعلام تنظيم حملات توعية وإعداد تقارير ودروس إرشادية حول حماية الطفل من المحتوى العنيف أو غير المناسب، والتعاون مع خبراء التربية الإعلامية والرّقْميّة لتقديم الإرشادات للأسر والمدارس، وبذلك يتحوّل الإعلام من مجرد ناقل للخبر إلى أداة فعالة في مجال تعزيز السلامة الرّقْميّة للأطفال داخل المجتمع.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني