عمّان 19 أيلول (أكيد)- سوسن أبو السُّندس- "الشعب بس اللي يتطوع؟"، هكذا كان محور النقاش عبر منصّات التواصل الاجتماعي بعد أن نشرت وسائل الإعلام تصريح وزير الداخلية مازن الفراية حول أهمية التطوّع في مواجهة الظروف الطارئة.
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تصريحات وزير الداخلية، والتي جاءت في اجتماع رسمي بحضور مدير الأمن العام والأمناء العامّين للوزارات المعنيّة ومندوبي الجهات ذات العلاقة، وجرى استعراض الاستعدادات الوطنية لموسم الشتاء المقبل بما في ذلك الخطط الوطنية والمحلية لمواجهة الأحوال الجوّية والظروف الطارئة. غير أنّ تغطية بعض وسائل الإعلام للاجتماع اختصرت الرسالة الرسمية بعنوان مجتزأ، ركّز على عبارة: "التطوّع في مواجهة الظروف الطارئة"، ما ولّد انطباعات خاطئة لدى المتلقين.
تنوعت ردود أفعال رواد منصّات التواصل الاجتماعي، حيث عَدّ بعضهم أنّ الحكومة تحاول تحميل المواطنين وحدهم مسؤولية مواجهة الظروف الطارئة، في ما ربط آخرون التصريح بالأوضاع الاقتصادية الصعبة، متسائلين عن جدوى التطوع في ظل تدني الرواتب، كما تمّ ربط العنوان المختصر بالظرف السياسيّ الذي تمرّ به المنطقة.
يشير (أكيد) إلى أن اجتزاء تصريح الفراية وتحويله إلى عنوان مختصر، يُعدّ مخالفة مهنية، حيث يتعيّن وفق معايير النشر تحري الدقة والموضوعية وعدم اجتزاء التصريحات أو إخراجها عن سياقها، والابتعاد عن محاولات تضليل الجمهور أو إثارة البلبلة من خلال عناوين مبتورة.
فضلًا عن ذلك، فإنّ معايير كتابة الأخبار بعد اللقاءات الرسمية أو الاجتماعات المهمة، تقتضي بأن يُبنى الخبر على أهم ما قيل وما يمس أوسع شريحة من الجمهور، إضافة إلى التركيز على ما يخدم المصلحة العامة، ويجب أن تُنقل تصريحات المسؤولين بموضوعية دون اجتزاء يغيّر المعنى، بحيث يصبح عنوان الخبر مدخلًا يوجّه القارئ إلى حقيقة الحدث، ولا يخلق انطباعًا خاطئًا عنه، ليخرج الخبر بالصيغة التي توازن بين الدقة والجاذبية، وتحقّق الغاية الأساسية للصحافة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني