إثارة وتنميط في خبر حول "رجل مسنّ وسط البلد"

إثارة وتنميط في خبر حول "رجل مسنّ وسط البلد"

  • 2025-12-10
  • 12

عمّان 10كانون الأول (أكيد)- إنّ من واجب وسائل الإعلام أن تبتعد بتغطياتها لقضايا كبار السن عن المعالجات السطحية الآنية، وأن تتّجه نحو الحثّ على  معاملة كبار السن بكرامة، ومنحهم احتياجاتهم المرتبطة بالرعاية النفسية والصحية، والرعاية الاجتماعية كأولوية للمؤسسات الرسمية المعنية.

وسائل إعلام نشرت خبرًا حول رجل مسنّ يبلغ من العمر 90 عامًا، سقط على الأرض بمنطقة وسط البلد، وتمّ إنقاذه من قبل سيدة كانت إحدى شهود عيان على الحادث.[1][2][3]

عالج الخبر المتداول قصة المسنّ كحالة إنسانية تستثير شفقة وعطف الجمهور من خلال سرد مجريات الواقعة بطريقة درامية بالقول: "في مشهد إنساني مؤثر شهدته شوارع وسط البلد في عمّان"، و"في وقت لم يستطع فيه أبناؤه اللحاق به أو مساعدته رغم محاولات متعددة للتواصل معهم"،  دون اهتمام بالضغط النفسي الواقع على المسنّ وعائلته بحجة استثارة اهتمام الجمهور وربما المعنيّين بمساعدته وإيجاد حلول لمشكلته.

نُسب الخبر لسيدة مجهولة الهوية على الرغم من ذكر جهة رسمية في الرواية (الدفاع المدني) بالقول "كوادر الدفاع المدني حضروا إلى الموقع لكنهم لم يتمكنوا من نقله إلى المستشفى بعد رفضه ذلك، "وهو ما يستوجب سؤالهم عن الواقعة للتحقّق من صحتها، حيث أنّ رسالة الصحافة تقتضي الدقة والموضوعية والتأكد من صحة المعلومات والاخبار قبل نشرها.

تعمّد الخبر الإثارة في نقل تفاصيل الواقعة بالهمز لوضع مادي جيد لأحد الأبناء بالإشارة إلى أنّه "طبيب معروف"، باعتبار ذلك شكلًا من أشكال عقوق الوالدين رغم أن العقوق يقع من الغني والفقير على حد سواء وليس له ارتباط بالضرورة بالوضع المادي، بل بالأخلاق والسلوك والتربية. بهذا أظهر الخبر تنميطًا تجاه فئة من المجتمع بتحديد مهنة الابن، ما يخلق صورة غير حقيقية عن فئة أو أفراد من الناس ويضعهم في قوالب محدّدة دون موجبات حقيقية.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يرى أن من واجب وسائل الإعلام الاهتمام بمناقشة القضايا التي تؤثر على كبار السن، مثل العلاقات الأسرية، والوضع المالي، والترتيبات المعيشية لهم في مرحلة ما بعد التقاعد، وفي حالات الفقر والمرض وغياب الحواضن الأسرية الملائمة في ظلّ ضعف برامج الحمايات الاجتماعية بعيدًا عن اعتباره حالة إنسانية تستدعي الشفقة والإثارة الإعلامية.