عمّان 30 تشرين الثاني (أكيد)- للإعلام دور محوري في تشكيل التصورات المجتمعية وتوجيه ردود الأفعال خلال الأزمات، وبخاصة الأمنيّة منها. وتزداد أهمية الإعلام في هذه الأوقات لسرعة انتشار الإشاعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعدد مصادر الأخبار الرقمية.

فجر الأربعاء 26 تشرين الثاني، تواترت الأنباء عن مداهمة أمنية لخلية إرهابية في مدينة الرمثا شمال الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا.

 وسائل إعلام مختلفة بدأت البث المباشر من منطقة المداهمة عبر صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي وتناقلها المواطنون على صفحاتهم وعلى مجموعات واتساب لتبدأ بعدها الإشاعات بالانتشار ويثار الجدل حول شخوص المتّهمين وتفاصيل العملية.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) رصد ما تناقلته هذه الصفحات لتسليط الضوء على تغطياتها وتوجية الإرشادات لوسائل الإعلام  حتى لا تكون شريكًا في إثارة الإشاعات واضطراب المعلومات.

انطلاقًا من رسالة الصحافة الوطنية، يرى (أكيد) أن على وسائل الإعلام        عدم الانجرار وراء السبق الصحفي والتأكد من الخبر قبل نشره، والتمسك بالحقائق والمصداقية، وتجنب تداول المعلومات المضلّلة على وسائل التواصل الاجتماعي، والابتعاد عن أي محتوى غير لائق أو مثير للبلبلة والإشاعات.

وسائل الإعلام مطالبة بعدم إثارة الخوف والغضب لدى الجمهور بنشر محتوى عنيف، وتقديم تغطية متوازنة وموثوقة تبتعد فيها عن نشر آراء شخصية قد تكون غير دقيقة أو تروّج لأجندة الجهات الإرهابية.

أظهرت التغطيات المرافقة للمداهمة حاجة المؤسسات الإعلامية لكادر إعلامي متخصص يمتلك مهارات إعلامية وثقافة أمنية عالية للحد من انتشار الإشاعات والمعلومات المضلّلة التي تزيد من تعقيد الأزمة، وتؤثر سلبًا على صورة المؤسسات أو الأجهزة الأمنية من خلال تسطيح العملية الأمنية وإدخالها في قوالب شعبوية.

للإعلام دور كبير في بناء علاقات قوية مع الجمهور وأصحاب المصلحة لتوضيح الحقائق باستخدام التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي بفعالية لإدارة الأزمة ونشر المعلومات الصحيحة والرد على الإشاعات.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يؤكد على الدور المحوري لوسائل الإعلام في الربط بين علوم الاتصال والإعلام في إدارة الأزمات الأمنية، وتحليل المخاطر لتوعية الجمهور بحساسية الأزمات الأمنية، وتشجيعه على مكافحتها. ويشدد على دور الإعلام في بناء تصورات المجتمع تجاه الأحداث الأمنية، من خلال بناء القدرات البشرية وتحديث البنى التحتية الإعلامية، وتوظيف التكنولوجيا لصياغة رسالة إعلامية أمنية متكاملة.