عمّان 15 أيلول (أكيد)- شرين الصّغير- نشرت وسيلة إعلام محلية خبرًا على منصّتها على فيسبوك بعنوان: "زوجة رجل أعمال أردني تتردّد على عمّان برفقة شاب: قصة علاقة مستمرّة لسنوات"، لا يمثل عملًا صحفيًا، بل هو انتهاك صارخ لأخلاقيات المهنة وميثاق الشرف الصحفي. [1]
تتبّع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) الخبر الذي يُعدّ انتهاكًا صارخًا لخصوصية الأفراد، وخطًا أحمر في العمل الصحفي؛ فالخبر المنشور يغوض في حياة شخصية بحتة دون أي مصلحة عامة تُبرر نشره، ولا يوجد أي قيمة إخبارية في تفاصيل تتعلّق بعلاقة مفترضة، والهدف الوحيد من نشرها هو الاستعراض والتشهير، هذا النوع من المحتوى لا يخدم المجتمع، بل يضر بالأفراد ويجعل من حياتهم الخاصة مادة للتداول والنميمة، وهو ما يتنافى مع المبادئ الأساسية للصحافة المهنية، حيث يجب أن تكون الصحافة صوتًا للمصلحة العامة لا أداة للفضائح.
كما أن التعليقات المرافقة للخبر، والتي بلغت ألفًا ومئتي تعليق، هي في مجملها انتقادات وتهكّم على الخبر الذي اعتمد بشكل كامل على عبارات مبهمة ومصادر مجهّلة، مثل: "أفادت المعلومات"، و"تشير المصادر"، دون أن يحدّد ماهية هذه المصادر أو يقدّم أي دليل ملموس. وعليه فإن هذا الغموض المتعمّد دليل على أن الخبر مبني على إشاعات، إذ لا يمكن لوسيلة إعلامية أن تنشر اتّهامات خطيرة كهذه لأنّ هذا النمط من التقارير حتى ولو كانت مفبركة يتسبّب ببعث بالشك بأعداد كبيرة من الناس لمجرد أن يكون هناك شبه بينهم وبين من ورد ذكرهم في الخبر، من حيث أو المناطق التي يأتون منها أو يتردّدون عليها، وبالتالي فإن هذا النمط،، يدمّر المصداقية، ويجعل من الصعب على الجمهور التمييز بين الأخبار الموثوقة والمحتوى الملفّق.
فضلًا عن ذلك، فإن صياغة الخبر وعنوانه الجذّاب لا يهدفان إلى تقديم معلومة مفيدة، بل إلى إثارة الفضول وجذب أكبر عدد من القراء، هذا الأسلوب، وربما يهدف إلى تحقيق مكاسب معيّنة، إلى جانب اصطياد المشاهدات اصطياد المشاهدات وتقديم ذلك فوق أي اعتبار مهني أو أخلاقي، فالتركيز على التفاصيل الشخصية والعاطفية، يحوّل العمل الإعلامي إلى مجرد صناعة قصص مثيرة تخلو من القيمة الإخبارية أو المعرفية، وهو ما يتعيّن محاربته عبر تعزيز المحتوى الجاد والموثوق.
يرى (أكيد) أن هذا الخبر ينتمي إلى مدرسة الصحافة الصفراء التي تعطي الأولوية للإثارة على حساب الحقيقة. إن التركيز على تفاصيل شخصية وحميمية يهدف إلى جذب القراء وزيادة التفاعل فقط، هذه الممارسات لا تضر بسمعة الوسيلة فحسب، بل تُسهم في تدهور المشهد الإعلامي، وتُقلّل من ثقة الجمهور بالرسالة الإعلامية.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني