عمّان 24 تشرين الثاني (أكيد)- عُلا القارصلي- أجرت وسيلة إعلامية مقابلة مطولة مدتها ساعة و33 دقيقة مع رجل أعمال، كان محور الحديث فيها عن إنجازاته التي بدأت من الصفر والتحديات التي مر بها.[1]
بعد بثّ المقابلة، قامت الوسيلة بتحويل المقابلة إلى مقاطع قصيرة "ريلز" نشرتها على صفحاتها في السوشال ميديا. وحمل أحدها عنوانًا مثيرًا ومجتزأ من سياقة بصيغة: "ما شفت واحد بالأردن بنام بدون عشاء". وقد وردت هذه الجملة في رد الضيف على سؤال مباشر من المذيع عن مساهماته الخيرية مثل صندوق "الأمان". وجاء رد الضيف بعد مرور ساعة و22 دقيقة في المقابلة، ما يعني أن محور الحديث لم يكن تقييمًا اقتصاديًا شاملًا كما ظهر بعد الاجتزاء، بل كان تصريح الضيف مرتبطًا بالعمل الخيري وليس بالبطالة أو الفقر بشكل عام. [2]
المقابلة حظيت باهتمام وسائل إعلامية، بعضها نشر قصة نجاح رجل الأعمال وكيف بدأت، وكيف تجاوز العقبات، على اعتبار أن قصته ملهمة للشباب. هذا في حين اختارت وسائل أخرى استغلال عنوان الريلز، ونشر مواد اكتفت فيها بعنوان المقطع. [3] [4] [5] [6]
وسيلة الإعلام التي اختارت عنوان مقطع الفيديو، ولحقت بها عدة وسائل وقعت بمخالفات مهنية وأخلاقية، أهمها:
الاجتزاء من السياق: نشر جملة مقتطعة خارج سؤال مرتبط بالعمل الخيري وصندوق "الأمان" جعلها تبدو وكأن الحديث اقتصادي وأن الضيف يشير إلى عدم وجود فقر وبطالة في الأردن.
العنوان المضلّل: وضْع عنوان لا يعبر عن المحتوى لجذب المشاهدات، ما تسبّب بموجة من التعليقات السلبية ضد الضيف، مثل: "البسْ نظّارات حتى تشوف، عمْر الشّبعان ما حسْ بالجوعان…".
غياب التحقّق: الوسائل التي نقلت عنوان المقطع دون العودة للمقابلة الأصلية وقعت بخطأ عدم التّحقّق.
غياب الدّقّة: السعي للترند والمشاهدات جعل الوسائل تتنازل عن الدّقّة المهنية.
الجدير بالذكر أن وسيلة الإعلام التي أعدت المقابلة لم يكن عنوان المقطع الذي أثار جدلًا هو المخالفة المهنية الوحيدة لها. ففي بداية الحلقة، عرّف المذيع الضيف على أنه حاصل على لقب أصغر ملياردير عربي بحسب تصنيف "فوربس". وعند البحث في أرشيف فوربس، لم يتم العثور على اسم الضيف،.كما أشار المذيع إلى أنّ الضيف بنى أكبر مجمع سكني منذ آدم عليه السلام، وهو "ريفنزستور"، وهي معلومة غير دقيقة، لأن أكبر مجمع سكني في العالم حاليًا هو مبنى "ريجنت إنترناشونال" في مدينة تشيانجيانغ سنشري بالصين.[7]
وبالنّظر إلى ما سبق، يدعو (أكيد) الصّحفيين للتّحلي بالمسؤولية المهنية، والعودة دائمًا إلى المصدر الكامل، والتّحقّق من السياق قبل النشر، خصوصًا عند التعامل مع تصريحات الشخصيات العامة، لأن نشرها بعناوين جذابة دون سياق كامل يؤدي إلى تشويه الرسالة الأصلية، ويخلق ضجة غير مبررة ضد الشخص أو المؤسسة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني