عمّان 1 تشرين الأول (أكيد)- عُلا القارصلي- أثارت وفاة طفلة في منطقة عين الباشا إثر تعرضها للدغة عقرب من نوع "ذو العقلة السوداء" أحد أكثر الأنواع السامّة انتشارًا، موجة من الحزن في الشارع الأردني.
تصدّرت القصّة وسائل التواصل الاجتماعي وعناوين وسائل الإعلام المحلية، حيث فتحت الحادثة نقاشًا واسعًا حول جاهزية القطاع الصحّي للتعامل مع حالات التسمّم، ومدى توفر الأمصال المضادة في المستشفيات والمراكز الصحّية، خاصة في المناطق النائية.
كشفت التغطية الإعلامية تفاوتات واضحة في الالتزام بالمعايير المهنية، حيث ارتكبت وسائل إعلامية مخالفات تتعلق بالتوازن، والخصوصية، والتحقّق من المعلومات.
بعض وسائل الإعلام اكتفت بنقل رواية أهل الطفلة، والّتي تحدثت عن تأخّر في الاستجابة الطبية، وأكّدت أن المصل المستخدم هنديّ المنشأ وفعاليته غير كافية، واكتفت وسائل إعلامية أخرى برأي خبير في الأفاعي والعقارب، حيث أشار إلى أنّه طالب وزارة الصحّة منذ أكثر من 11 عامًا بتوفير أمصال ذات جودة أعلى دون استجابة.[1][2][3][4][5]
الوسائل التي اكتفت بنقل رواية الأهل وخبير الأفاعي وتجاهلت رأي وزارة الصحة وإدارة المستشفى، أخلت بمبدأ التوازن في التغطية وأضعفت مصداقية التغطية.
في المقابل، التزمت وسائل إعلامية بالمعايير المهنية، وجمعت بين الروايتين الرسمية والشعبية لتقديم صورة أكثر شمولًا للجمهور، حيث أوضحت وزارة الصحّة أنّ الطاقم الطبيّ تعامل مع الحالة وفق البروتوكول، وأن المصل المستخدم يغطي عدة أنواع من السموم، ومتوفر بشكل دائم في مستشفيات المملكة.[6][7]
إلى جانب ذلك، ارتكبت وسائل إعلام مخالفة مهنية بنشر صورة للطفلة وهي في حالة ضعف إنساني داخل المستشفى، هذه الصورة لا تخرق فقط مبدأ خصوصية الأطفال، بل ستبقى محفوظة على الإنترنت، ما يحرم العائلة من حقها بالنسيان ويعيد استحضار مأساة شخصية في أي وقت.[8][9]
ولتفادي الوقوع في هذه المخالفات التي تسيء للمؤسسات الحكومية، وتنتهك حق الضحية، يوصي مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) وسائل الإعلام الالتزام بما يلي:
- ضرورة الالتزام بالتوازن في التغطية عبر عرض مواقف الأطراف المختلفة، بما فيها الجهات الطبية المختصة، وعدم الاكتفاء برواية طرف واحد.
- الامتناع عن نشر صور الأطفال في حالات المرض أو الوفاة، حماية لخصوصيتهم واحترامًا لحقوق أهاليهم.
- اعتماد المصادر الرسمية والجهات الطبية المختصة لتفسير القضايا الصحية، بدلًا من تعميم آراء فردية قد تثير الذعر أو تضعف الثقة في القطاع الصحّي.
- التعامل مع القضايا الصحّية بحساسية عالية، نظرًا لتأثيرها المباشر على ثقة الجمهور في منظومة الرعاية الصحية، وهو قطاع حيوي لا يحتمل التشويش.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني