"مذيع يهين معلّمات" .. خطأ مهني في وسيلة إعلام واعتذار مثير للجدل

"مذيع يهين معلّمات" .. خطأ مهني في وسيلة إعلام واعتذار مثير للجدل

  • 2025-11-26
  • 12

عمّان 26 تشرين الثاني (أكيد)- يخطئ بعض الإعلاميون في توصيل رسالتهم للجمهور بالوقوع بأخطاء مهنية ومسلكية كالتّنمّر والاستهزاء والتّنميط والمحتوى المحرج دون إدراك للمسؤولية القانونبة والمهنية المترتبة على ذلك.

بثّت وسيلة إعلام محلية مقطعًا مصوَّرًا من داخل مدرسة يُظهر فيه صوت معلّمة عبر مكبرات الصّوت تحاول ضبط الطّالبات داخل الساحة". المذيع قلّد صوت المعلّمة كـ "النّباح" أثناء تعليقه على الفيديو، ما أثار نقاشًا واسعًا حول دور الإعلام في التّنميط والتنمر.[1]

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تابع الفيديو، فوجد أن المذيع وقع بخطأ مهني أثار حفيظة شريحة من المجتمع (المعلمين) دون أن يبادر للاعتذار أو معالجة الخطأ خلال الحلقة، هذا بينما يحرص مذيعو البرامج التلفزيونية والإذاعية عادة على استخدام لغة مهذبة ومناسبة، وتجنّب الكلمات غير اللائقة، وضبط المواقف عند حدوث أيّ خطأ يبدر منه دون قصد في الحوار، بحيث لا يشعر المستمع بذلك، ولا يظهر هذا في ردود أفعاله. وهو ما غاب عن الحلقة سالفة الذكر.

غير أن المذيع تصرّف في الحلقة المار إليها، على نحو أثار استياء الجمهور، وبخاصة الأوساط التربوية والتعليمية. وعلّق أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية، الدكتور نوّاف العجارمة على الأمر، عبر صفحته على فيسبوك، قائلًا: "صوت المعلم مثل صوت المؤذّن؛ كلاهما يوقظ الوعي ويهدي العقول، التّطاول على المعلّم هو تطاول على الفضيلة التي بُنيت بها الأمم ...".

وبالعودة إلى ميثاق الشّرف الصّحفي، نجد أنّه ينص في مادّته الثانية، على أن الصّحفيّين يدركون أنّهم مسؤولون عن الاخطاء المهنية والمسكلية التي تعني مخالفة القوانين والانظمة، ما يلحق ضررًا ماديًا أو معنويًا بالآخرين، وعليه فإن ممارسة المهنة الصحفية بصورة تخالف القوانين والأنظمة المعمول بها، تُعدّ خرقًا لواجبات المهنة وتجاوزًا على آدابها وقواعد سلوكها، الأمر الذي قد يعرضّهم للمساءلة القانونية.

وفي تطور لاحق، بثّت القناة حلقة جديدة اعتذر فيها المذيع عن الخطأ في الدقيقة (2:59- 3:03) بالقول: "إذا بدر لا قدّر الله إساءة في هذا البرنامج، فأنا اعتذر". وكان قبل ذلك قد شكّك في المعلومات وردود الأفعال اللاحقة، واتّهم البعض باجتزاء الفيديو[2]. غير أن هذا الاعتذار أثار الجدل نظرًا للطريقة التي تم من خلالها، فالأصل أن لا يبّرر الاعتذار الخطأ من خلال التشكيك بثقافة الجمهور أو باختلاف فهمهم للقضية. وعلى وسائل الإعلام احترام المتلقين وقدرتهم على الفهم والتحليل.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يرى أنه على الرغم من عدم وجود آلية محدّدة لطريقة اعتذار وسائل الإعلام المرئية، إلّا أنّها عادة ما تنشر أو تذيع اعتذارًا علنيًا وفوريًا عبر القناة الإعلامية التي حدث فيها الخطأ، مع تصحيح المعلومات المضلّلة أو الخاطئة، ونشر الاعتذار في المكان نفسه أو وسيلة الإعلام التي نُشر فيها الخطأ.