وسائل إعلام محلية تحوّل تفاصيل جرمية لمادة خبرية لجذب الجمهور

وسائل إعلام محلية تحوّل تفاصيل جرمية لمادة خبرية لجذب الجمهور

  • 2025-11-23
  • 12

عمّان 22 تشرين الثاني (أكيد)- تحتاج جرائم العنف ضد النساء لمنظومة حماية فاعلة قانونيًا واجتماعيًا تركز على الضحايا والناجيات في قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي بقيام وسائل الإعلام، بمهمة التوعية بخطورة تلك الجرائم، وخلق ثقافة مجتمعية رافضة لها وداعمة للضحايا.

 حمل عنوان خبر مقتل سيدة على يد زوجها [1][2][3][4] عبارات صادمة وبشعة حول القضية مثل: "أشعل السجائر والفحم في جسدها واحتجزها داخل الحمام يومين"، و"ضربٌ وحرقٌ واحتجازٌ… مأساة سيدة ثلاثينية بالزرقاء"، و"عذّبها وحبسها بالحمام .."، دون مراعاة أن على الصّحفيّين الابتعاد عن الإثارة في نشر الجرائم والفضائح، والالتزام بالقيم الدينية والاخلاقية للمجتمع.

تناقلت وسائل إعلام المعلومات دون نسبتها لمصدرها الصريح، واعتبرتها جزءًا خاصًا بها وتداولتها على هذا الأساس،  هذا على الرغم من أنّ الموضوعية الصحفية توجب نسبة المعلومات لمصادرها، وذكر مصدر كل مادة صحفية أو نص يتم نشره، وعدم الارتهان للمصادر المجهولة التي يمكن أن تؤثر سلبًا على مصداقية ومهنية الوسيلة الإعلامية لدى الجمهور،  حيث تبين بعد البحث أن المصدر الرئيس للمعلومات هو مقابلة لإحدى الإذاعات المحلية مع شقيق الضحية.[5]

استندت الأخبار المتداولة لوجهة نظر واحدة اعتمدت فيها على رأي شقيق الضّحيّة الذي أورد العديد من التفاصيل الجرمية المتعلقة بالتحقيقات الأولية (إفادات الشهود)، وهذه الإفادات يتعين عدم تداولها في الإعلام لأنّه يمكن  اعتبارها جزءًا من الملف التحقيقي للقضية، حفاظًا على سرية التحقيقات وضمان عدم تأثيرها على سير العدالة أو سمعة الضحية أو المتهم وأسرهم.

بعد تقييم المحتوى المنشور عن هذه الجريمة في بعض وسائل الإعلام، يجد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن التغطيات ذهبت نحو ذكر التفاصيل الجرمية باعتبارها مادة إخبارية مثيرة لفضول الجمهور وزيادة المشاهدات، دون اهتمام إلى أن هذا النوع من القضايا (العنف الأسري والعنف ضد النساء)، يجب أن تتم معالجتة بشكل أكثر حساسية للنوع الاجتماعي؛ فالمادة (13) من ميثاق الشرف الصحفي نصت على حق المرأة في الصحافة بعدم التمييز أو التحيز أو الاستغلال والدفاع عن حريتها وحقوقها، وليس استغلال مواجعها لزيادة المشاهدات.

ويؤكد (أكيد) على أن من واجب الإعلام التوعية بأن الضرب والضرب المفضي للموت، كما حصل مع الضحية، ليس وسيلة للتأديب والإصلاح الأسري، إنما هو تهديد لحياة النساء والأطفال، والتي حملت في مجرياتها السابقة سوء المعاملة، وتكرار الضرب، والعنف الجسدي واللفظي الذي أفضى في النهاية لخسارة حياة الضحايا. كما يتعين خلق ثقافة مجتمعية مناهضة لهذه الاعتداءات، انطلاقًا من رسالة الصحافة الوطنية ومسؤوليتها الاجتماعية التي نصت عليها ديباجة ميثاق الشرف الصحفي.