وسائل إعلامية تشوّه تصريح النائب العزّوني وتتسبّب بأزمة مصطنعة

وسائل إعلامية تشوّه تصريح النائب العزّوني وتتسبّب بأزمة مصطنعة

  • 2025-11-21
  • 12

عمّان 20 تشرين الثاني (أكيد)- عُلا القارصلي- صرّح النائب أندريه العزوني أن اللجنة الطبية والأنظمة المتبعة في التكليف المعمول بها داخل القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية المختلفة (الأمن العام، المخابرات العامة، الدفاع المدني، قوات الدرك) تمّ اعتمادها كما هي في خدمة العلم، وأكد أنه من الضروري تعديلها عند تطبيقها على خدمة العلم لأنها واجب وطني يشمل جميع المواطنين، وضرب مثالًا بأن من يضع وشمًا لا يتم قبوله حاليًا في اللجان الطبية العسكرية، وإذا طُبّقت الأنظمة نفسها على خدمة العلم فسيُعفى أصحاب الوشم تلقائيًا، وهذا غير منطقي.[1]

 بعد نشر التصريح، قامت وسائل إعلامية بتشويه كلام النائب وتغيير معناه بشكل كامل، وقدمت الخبر بعنوان مضلّل: "كلّ من يضع الوشم لن يُفيد خدمة العلم"، هذا العنوان أثار موجة غضب واسعة، واعتبر كثيرون أنّ النائب يقلّل من قيمة من يضع وشمًا ويعتبره غير صالح لأداء واجبه الوطني، وهو لا يملك الحقّ بتحديد من يصلح، والنتيجة كانت سيلًا من الإساءة للنائب عبر التعليقات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها وصل  إلى حد الهجوم الشّخصي المبني على معلومة غير صحيحة.[2] [3] [4] [5] [6]

وسائل الإعلام التي شوهت التصريح ارتكبت مخالفات مهنية وأخلاقية واضحة، حيث أخرجت التصريح من سياقه الكامل وحوّلته إلى عنوان يعتمد على الإثارة بدل الدّقّة، وهو خرق لأساسيات المهنة. كما تم تجاهل الشرح الذي قدّمه النائب حول الأنظمة الطبية، والاكتفاء بزاوية تُحرّض الرأي العام، وهذا إخلال بمبدأ التّوازن والنقل الدّقيق. كذلك اعتُمِد أسلوب النسخ واللصق دون العودة للتّصريح الأصلي للتأكد من مضمونه، ما أدّى إلى نشر معلومات غير صحيحة أسهمت في تشويه صورة نائب منتخب وتضليل الجمهور.

يرى (أكيد) أن من المهم أن تتعامل وسائل الإعلام مع تصريحات النواب باعتبارها جزءًا من دورهم التمثيلي، فهم صوت المواطنين داخل البرلمان، وأي خطأ في نقل تصريحاتهم قد يعرّضهم لحملات إساءة ويشحن الرأي العام ضدهم دون مبرر.

وعند نقل تصريحاتهم، يجب الالتزام بالدّقّة ومراجعة التصريح عوضًا عن النّقل من مواقع أخرى والالتزام بالسياق، لأن هذه المبادئ ليست كماليات بل أساس لحماية المسار الديمقراطي وحماية الجمهور من التّضليل، والإعلام المهني يتعامل مع التّصريحات كما هي، ويقدّمها بشفافية ووضوح حتى يظلّ جزءًا في عملية نقل المعرفة وبناء الوعي لا  في صناعة الأزمات.