وسيلة إعلام محلية تُشرعن التنمّر وتُخالف المعايير المهنية للصحافة

وسيلة إعلام محلية تُشرعن التنمّر وتُخالف المعايير المهنية للصحافة

  • 2025-09-29
  • 12

عمّان 28 أيلول (أكيد) -شرين الصّغير- نشرت إحدى المنصّات الإعلامية المحلية فيديو جاء في مقدّمة عنوانه: "مقطع طريف ..." وهو يتعلّق بعامل وافد من جنسية آسيوية يقول الفيدبو إنّه "منزعج من الأردنيّين"، ويظهر فيه مواطن أردني يصوّر العامل الوافد وهو يتحدّث بلغة عربية ركيكة، معبّرًا عن رأي سلبي حول الأردنيّين، وسط ضحكات وسخرية المصوّر.

لاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أنّ المخالفات المهنية والأخلاقية لا تقتصر على محتوى الفيديو نفسه، بل امتدت لتشمل التعليقات التي تنطوي على تنمّر وازدراء صريحين ضد العامل على أساس جنسيته وطريقته بالكلام.

إن نشر وسيلة إعلام محلية لمحتوى كهذا، يمثّل خرقًا جسيمًا ومزدوجًا للمعايير الصحفية الأخلاقية والمهنية. كما  أن التغاضي عن حذف أو حجب التعليقات المسيئة، يجعل الوسيلة الإعلامية مسؤولة عن هذا المحتوى، فهي التي توفّر له هذه المساحة للنشر، ما يمثل خرقًا لمعايير المسؤولية الصحفية والإدارة الفعّالة للمحتوى الرقمي.

علاوة على ذلك، فإنّ الانتهاك الأبرز في هذا التسجيل هو المساس المباشر بكرامة العامل الوافد. وبالرغم من أنّ العامل قد يكون في مكان عام، إلّا أنّ النّية من التصوير والنشر، ليست ذا محتوى إخباري أو لخدمة الصالح العام، بل كانت بهدف السخرية والتشهير. وفي مثل هذه الحالات، يُصبح نشر صورته أو وجهه، خصوصًا دون موافقته الصريحة والواعية، انتهاكًا للحق في الخصوصية ولحقّه في صورته الخاصة، ويستلزم الدور الإعلامي المهني حماية هوية الأفراد في المواقف الحسّاسة أو التي قد تعرّضهم للإساءة.

كما أنّ استغلال الوضع اللغوي والاجتماعي للعامل الذي يُعد من الفئات الأقل تمكينًا، لجعله مادة للتندُّر والإثارة، بهدف جذب المشاهدات، إنّما هو سلوك يتناقض مع القيم والمعايير الأخلاقية التي تفترض احترام كرامة الأفراد، وتجنّب أي ممارسة تهدف إلى الإضرار بهم أو استغلال ضعفهم.

ويرى (أكيد) أن نشر هذا الفيديو يُبقي صورة هذا العامل مرتبطة بالمحتوى الساخر والتنمّر في عالم الإنترنت إلى أجل غير مسمى، ما يسبّب ضررًا دائمًا لسمعته وكرامته. كما يُعرّض العامل لمزيد من التنمّر المباشر في حياته اليومية أو في مكان عمله بعد التعرّف عليه، ما يزيد من معاناته النفسية، وقد يؤدي إظهار وجهه وكلامه إلى تعريضه إلى بعض المخاطر.

ويتحفّظ (أكيد) عن نشر الفيديو لئلّا يسهم في مزيد من الترويج له.