"شبيه نتنياهو" .. من السّخرية البصرية إلى التضليل السياسي المُتعمَّد

"شبيه نتنياهو" .. من السّخرية البصرية إلى التضليل السياسي المُتعمَّد

  • 2025-12-18
  • 12

عمّان 17 كانون الأول (أكيد)- شرين الصّغير- تجاوزت صورة متداولة لشخص يُشبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو يقف في طابور خبز في طهران، حدود الخبر الزائف لتصبح نموذجًا دراسيًا في علم التضليل البصري.[1]

إن مهمة التدقيق لا تقتصر على النفي الأولي فحسب، بل تمتد لتحليل آلية التغلغل المعرفي لهذا النوع من المحتوى، حيث يؤكد (أكيد) وفق منهجيته أن الصورة مُضلّلة في سياقها المنشور، ويُسلط الضوء على استراتيجية استغلال الشبه لتجاوز المنطق السياسي.

لقد أثبت التحليل والتحقّق البصري المزدوج الذي أجراه مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، أن الإسناد غير صحيح على نحو قاطع للأسباب التالية:

1. الدليل المنطقي السياسي: حيث تُعد فكرة تواجد شخصية سياسية معروفة على نطاق واسع مثل نتنياهو، والذي يُصنّف كعدو رئيس لإيران، في مكان عام وشعبي داخل العاصمة الإيرانية أمرًا مستحيلًا أمنيًا، ويتعارض جذريًا مع أبسط البروتوكولات الدبلوماسية والاستخباراتية، هذا الاستبعاد المنطقي يُمثل خط الدفاع الأول عن الحقيقة.

2. التحديد البصري للهوية: فقد أكّدت المصادر الموثوقة أنّ الشخص الظاهر هو مواطن إيراني محلي يمتلك تشابهًا لافتًا مع نتنياهو، وقد نُزعت الصورة من سياقها الأصلي (الذي غالبُا ما يكون ساخرًا أو محليًا) لإعادة تركيبها في سياق مُفبرك بغرض التضليل السياسي.

ينوّه مرصد (أكيد) إلى أن الخطر يكمن في قدرة الصورة على إحداث إرباك معرفي لدى المتلقين، فقوة الإيحاء البصري تتفوق على المنطق التحليلي،  إذ بمجرّد رؤية الوجه المألوف في سياق غير متوقع، يميل العقل إلى تصديق الصورة وتجاوز حقيقة استحالة المشهد، هذا النوع من التضليل يستغل الميل الإنساني نحو تصديق ما هو مُبهر بصريًا، حتى لو تناقض مع المعطيات المعروفة.

 إن إعادة التداول المُكثف لهذه الصورة تحت غطاء الخبر، هو مثال صارخ على الاستثمار في السردية المُضلّلة لزيادة الانتشار.

يشير (أكيد) إلى أن هذا الخبر هو ناقوس يُدَق للتأكيد على ضرورة رفع مستوى المناعة الإعلامية لدى الجمهور، ولا يجب الاكتفاء بالتحقّق من أصالة الصورة (إن كانت حقيقية أم مُعدّلة) بل يجب إخضاعها لاختبار السياق المنطقي، وتوصية لغرف الأخبار بوجوب إرفاق النفي بتحليل يُفصّل كيفية عمل آلية التضليل، للتحول من مجرد نافٍ للخبر إلى مفسّر ومُحلّل للظاهرة.