تفاصيل "حادثة دبين" .. تستثير شهوة وسائل إعلام وتوقعها بمخالفات مهنية

تفاصيل "حادثة دبين" .. تستثير شهوة وسائل إعلام وتوقعها بمخالفات مهنية

  • 2025-09-28
  • 12

عمّان 27 أيلول (أكيد)- تحاول وسائل الإعلام مواكبة الأخبار العاجلة وتفاصيل القصص الإخبارية للحفاظ على تدفّق المعلومات للجمهور، ما يدفعها للتعمّق في تفاصيل بعض القضايا دون مراعاة لأخلاقيات المهنة وإمكانية وقوعها في الأخطاء والمغالطات.

وسائل إعلام محلية تسابقت على نقل ونشر تفاصيل تحقيقية لحادثة عرفت بـ "جريمة دبين" بعناوين مختلفة [1] [2] [3] [4] [5] [6] [7] [8] حاولت من خلالها إظهار اختلاف في المعلومات، ما حدا مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تتبع الأخبار وفق معاييره في تقييم  المحتويات الإخبارية.

أظهر تتبّع الأخبار المنشورة أنّ مصدرها مقابلة إذاعية لأحد البرامج الصباحية [9] وأن وسائل الإعلام التي تناقلتها لم تنسبها للمقابلة، بل لجأت للحديث عن "تصريح إذاعي"، فلم يظهر المصدر الحقيقي للخبر، وظهرت تلك الوسائل الإعلامية وكأنها مصدر المعلومات وليست ناقلًا لها، على الرغم من أن ميثاق الشرف الصحفي يؤكد على عدم اقتباس أي عمل من أعمال الغير أو زملاء المهنة دون الاشارة إلى مصدره.

تباتينت عناوين الخبر بين نقل تفاصيل الجريمة وذكر أوصاف قاسية لها دونما حاجة لذلك، فوسائل الإعلام هي نواقل للأخبار وليست شريكة في صناعتها ولا ينبغي لها التدخل فيها بشكل يؤثر على توجهات الرأي العام نحوها، وبخاصة العنوان الذي هو أول ما يواجه القارئ، ما يستلزم أن لا يكون منحازًا أو مثيرًا ، وإنما يعبّر عن المحتوى.

حوّلت وسائل إعلام تفاصيل ارتكاب الجريمة والتوصيفات الجُرميّة لخبر يستجلب اهتمام الجمهور دون مراعاة لخصوصية الضحية وأسرتة، أو تقدير الفائدة من النشر والأضرار المترتبة على ذلك في المجتمع، خلافًا للمادّة السابعة من قانون المطبوعات والنشر، والتي دعت إلى "الامتناع عن نشر كل ما من شأنه أن يثير العنف أو يدعو إلى إثارة الفرقة بين المواطنين بأي شكل من الأشكال".

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يؤكد على أن نشر أخبار الجرائم والحوادث يجب أن يقتصر على الحدث بشكل مقتضب وأن يبتعد عن تناول أي أعمال عدوانية أو عنف جسدي حتى لا تتحول هذه الأخبار لأدوات لنشر الجريمة من خلال إثارة الفضول بالتقليد ومحاكاة أحداثها خصوصًا عند اليافعين وصغار السن وضعاف النفوس باعتبارهم جزءًا من الجمهور متلقي الأخبار.