"فيروس الميتانيمو البشري (HMPV)" .. تهويل في العناوين لجذب المشاهدات

"فيروس الميتانيمو البشري (HMPV)" .. تهويل في العناوين لجذب المشاهدات

  • 2025-01-12
  • 12

عمّان 11 كانون الثاني (أكيد)- عُلا القارصلي- في الأسابيع الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لمستشفيات في الصين تكتظ بأشخاص يرتدون الكمامات، ما أثار مخاوف من انتشار جائحة جديدة مثل جائحة كورونا.

دفعت هذه المخاوف المركز الصيني لمكافحة الأوبئة والوقاية منها لنشر اختبار تحليل عينات الأمراض التنفسية التي أدخِلت إلى المستشفيات، فأظهرت نتيجة الاختبار أن الأنفلونزا الموسمية هي الأكثر انتشارًا، والأقل انتشارًا هو فيروس الميتانيمو البشري (HMPV). وأشار المركز إلى أن هذا الفيروس موجود منذ عقود، حيث يُصاب به كل الأطفال تقريبًا دون خمس سنوات.[1]

وسائل الإعلام العالمية والمحلية تناولت هذا الموضوع لتوعية الجمهور بأعراض الفيروس المشابهة لنزلات البرد، مثل السعال والحمّى، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة كالتهاب الشُعب الهوائية والالتهاب الرئوي، خاصة لدى الفئات الضعيفة، واهتمت الوسائل بنشر طرق الوقاية منه.

ركزت التغطية الإعلامية محليًّا على تقديم معلومات دقيقة حول الفيروس، طبيعته، وطرق الوقاية منه، مع التأكيد على عدم وجود حالات إصابة، لكن أغلب العناوين اعتمدت التهويل لجذب المشاهدات، بعناوين مثل: "انتشار كبير لفيروس تنفسي في الصين"، و "انتشار الفيروس (HMPV) في الصين بشكل كبير جدًا ومفاجئ"، "ما حقيقة فيروس الصين الجديد الذي أصاب العالم؟"، و"فيروس جديد في الصين.. ماذا عنه؟".

ولأن تهويل العناوين الإعلامية أمر شائع، خاصة عندما يتعلق الأمر بموضوعات صحّية قد تثير القلق العام، وتؤدي إلى زيادة الهلع غير المبرر، يشير مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إلى نقاط مهمة من المفيد اتباعها في حالة كهذه:

أولًا: عدم المبالغة في صياغة العناوين، فالإشارة إلى أن هناك "انتشارًا كبيرًا"، أو "فيروسًا جديدًا"، قد يترك انطباعًا بأن العالم على وشك مواجهة جائحة جديدة، وهذا غير صحيح في حالة فيروس (HMPV).

ثانيًا: توضيح أن هذا المرض قديم، وأنه تم التعرّف عليه للمرّة الأولى عام 2001 في هولندا. واستنادًا إلى تقييم مخاطر انتشار المرض في الصين، أوصت منظمة الصحة العالمية بعدم فرض أي قيود على السفر والتجارة والاكتفاء باتخاذ الاحتياطات المعتادة لمنع نقل العدوى.[2]

ثالثًا: الالتزام بدور الإعلام المسؤول، والابتعاد عن إثارة الذعر لحصد المشاهدات.

يُذكّر (أكيد) بأن العنوان يعد نصًا صحفيًا، وجزء مهم في المادة الصحفية، لذا يجب أن تُطبّق عليه خصائص الخبر الصحفي، من ناحية الوضوح، والدقّة، والارتباط المباشر بالمادة التي تتبعه والدلالة عليها، وأن يهدف إلى لفت انتباه القارئ لقراءة المادة الإخباريّة دون إثارة الذعر. ولهذا يشدّد ميثاق الشرف الصحفي على وجوب أن يعبر العنوان بدقّة وأمانة عن المحتوى.