نشر وسائل إعلامية قصة "فأر الجزيرة" دون تحقّق أوقعها في مخالفات مهنية

نشر وسائل إعلامية قصة "فأر الجزيرة" دون تحقّق أوقعها في مخالفات مهنية

  • 2025-10-15
  • 12

عمّان 14 تشرين الأول (أكيد)- عُلا القارصلي- شهدت العاصمة البريطانية لندن في الأسابيع الأخيرة ازديادًا لافتًا في أعداد الفئران، ما أثار موجة من الفيديوهات السّاخرة، حيث أخذت مقاطع مولّدة بالذّكاء الاصطناعي تتناول الظّاهرة بطريقة طريفة، وبين هذه المقاطع، انتشر فيديو يُظهر مذيعة في قناة الجزيرة الإنجليزية التي تبثّ من لندن تُفاجأ بفأر يدخل إلى الاستوديو أثناء البث المباشر، فتقفز من على مقعدها وملامح الخوف والارتباك على وجهها قبل أن تستجمع قواها لمواصلة البث.

مع انتشار الفيديو بسرعة البرق، انقسم المتابعون بين من اعتبره مشهدًا حقيقيًا يعكس أزمة انتشار الفئران في العاصمة البريطانية، وبين من رأى أنّه مفبرك باستخدام الذّكاء الاصطناعي.، ومع تضارب التّفسيرات، تسابقت وسائل إعلام عربية ومحلية إلى إعادة نشر الفيديو دون أي تحقّق، مقدّمة إياه كحدث فعلي وقع داخل استوديوهات القناة، في مخالفة واضحة للقواعد المهنيّة. [1] [2]

 بعد ساعات من الجدل، خرج فريق التّحقّق في قناة الجزيرة مباشر ببيان رسمي نفى فيه وقوع أيّ حادثة مشابهة، وأكد أنّ الفيديو مولَّد باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي، ولا يمت بصلة للبث الحي لقناة الجزيرة الإنجليزية. ورغم بيان الجزيرة فإنّ عددًا من المواقع الإخبارية لم يُحدّث مادّته، واستمر في التّرويج للمقطع كما لو كان حقيقيًا، ما أسهم في تضليل الجمهور. [3] [4]

ويشير (أكيد) إلى أن نشر وسائل الإعلام الفيديو دون تحقّق، وعدم التزامها بأخلاقيات التّصحيح عند بيان الخطأ مخالفة مهنية واضحة، تكشف عن هشاشة التوازن بين السّبق الإعلامي والدّقة في عصر المحتوى المصنّع بالذّكاء الاصطناعي، وأعادت هذه الحادثة ضرورة التّذكير بأنّ المهنيّة الحقيقية لا تُقاس بسرعة النشر، بل بقدرة الصحفي على النّثبّت من الحقيقة قبل أن تصبح “ترندًا”.