عمّان 5 نيسان (أكيد)- عُلا القارصلي- قضايا الأطفال في الصِّحافة تنطوي على مسؤولية أخلاقية كبيرة. ويأتي في مقدمة المبادئ الأخلاقية لدى إعداد المواد الإعلامية، أن يحترم الصحفيون حق الأطفال في الخصوصية الشخصية والسرية، ويحفظوا كرامتهم في جميع الظروف، والانتباه إلى عدم استغلال صورهم في البحث عن مزيد من المشاهدات، والاستعطاف المجاني بغية جذب الجمهور وتحقيق الانتشار.
وبحسب إرشادات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) للعام 2016، فإنَّ الغاية الفضلى من التغطية الصحفية لقضايا الأطفال هي حماية مصالحهم ومناصرة حقوقهم، وهذا ما تجاهلته وسيلة إعلام محلية بنشرها أسماء وصور لطفلين توفيا في حادث غرق داخل قناة الملك عبد الله، وامتهنت الوسيلة كرامة الطفلين، واستغلت حالة ضعفهما الإنساني.
وتجاهلت الوسيلة ميثاق الشَّرف الصَّحفي الأردني الذي يُلزم الصّحفيين بالدفاع عن قضايا الطفولة وحقوقهم الأساسية المتمثلة بالرعاية والحماية، ومراعاة عدم التقاط الصور لهم دون موافقة أولياء أمورهم أو المسؤولين عنهم، وذكرت الوسيلة أسماء الطفلين دون داع أو ضرورة للنشر أو وجود قيمة إخبارية، بالإضافة إلى صورهما وقد وافتهم المنية.
ولاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) انتشار مقطع مصور لعملية إنقاذ الطفلين عبر تطبيق "واتساب"، وأظهر الفيديو صور الطفلين بمشهد قاسٍ لم يحترم كرامة الإنسان وقيمة الحياة الإنسانية، وكان الواجب المطلوب من النَّاشرين وقف تداوله احترامًا لكرامة الضحايا ومشاعر ذويهم والمتلقين بشكل عام، وهذه أولى من أيَّ فائدة تُرجى من تداول الفيديو.
ويرى (أكيد) ضرورة الابتعاد عن نشر وتداول فيديوهات وصور الحوادث المؤلمة كي لا يُحرم ذووهم من حقهم في النسيان، فالصور ومقطع الفيديو سيعيد الذكريات المؤلمة لعائلات الضحايا.
ويعتذر (أكيد) عن حجب رابط المقطع المصور للطفلين في هذا التقرير كي لا يسهم في مزيد من النشر له.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الالكتروني لتصلك اخبارنا اولا باول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع اكيد الالكتروني